يعتصر الالم قلب الزائر الايراني احسان جوادي وهو يرى نفسه ممنوعا من المشاركة في الزيارة الاربعينية التي اعتاد على حضورها كل عام سيرا على الاقدام، وبكى كثيرا عندما اقترب موعدها وضاع امل السفر الى العراق، حاله حال الملايين الذين منعوا من المشاركة في الزيارة الاربعينية بسبب جائحة كورونا، لكن قسم الاعلام في العتبة الحسينية المقدسة كان له رأي اخر عندما تكفلت شعبة تقنيات المعلومات التابعة له بنصب جهاز سهل عملية اتصال جوادي بالهاتف من بلده مجانا ليدخل اتصاله الى القبر الشريف ويتم زيارته عن بعد مسافة وقرب روحي.

لاول مرة
هذا الجهاز والتقنية يصفها مسؤول شعبة تقنيات المعلومات احمد علي عبادي بالقول ان وباء كورونا منع وصول الزائرين من بلدان اخرى الى الزيارة الاربعينية، فكان الرأي ان ندخل الزائر الى اجواء الزيارة ونسمعه ما يجري داخل الحضرة من اصوات وصلوات وادعية، عن طريق الاتصال الهاتفي بمشروع نفذ هذا العام لاول مرة، ورغم قصر المدة قررنا تطبيق هذا المشروع مع الزائرين الايرانيين كونهم الاكثر من بين باقي الدول، ويتصل الزائر على رقم هاتف يفتح ذاتيا خطا شبكيا يجعل المتصل يسمع الاصوات من قرب الضريح المقدس كوننا وضعنا لاقطة تنقل الاصوات من الداخل، وحددت مدة الاتصال بدقيقة واحدة، وهي كافية للزيارة، مؤكدا ان 60 شخصا يمكنهم الاتصال بوقت واحد لان التنسيق مع الجهات الايرانية المختصة منحنا ستون خطا هاتفيا شبكيا.

الاتصال مجاني
عبادي اكد لوكالة نون الخبرية، ان الاتصال مجاني عبر استخدام تقنية الاتصال الشبكي عبر الانترنيت ونفذها عشر منتسبين مختصين لان الاتصال الدولي مكلف ولا يحقق الغاية المرجوة من تسهيل الزيارة عن بعد، حيث وضع جهاز متصل بالانترنت ووضعت له شريحة محلية ايرانية بالتعاون مع الاتصالات هناك وحدد رقم قصير مكون من اربعة ارقام على غرار ارقام الطوارئ ليسهل الاتصال، وتمت عملية تنفيذ المشروع بالتعاون مع الجهة الايرانية المسؤولة عن الاتصالات، وقد بدأ العمل يوم الثالث عشر من صفر وصلت الاعداد خلال الايام الثلاثة الاولى الى 100 الف متصل، ومتوقع ان تصل اعداد المتصلين بعد انتهاء الزيارة الى مئتي الف متصل والخدمة متاحة على مدار اليوم، ويمكن ان تستمر الى ما بعد انتهاء الزيارة بايام، لاسيما ان موقع العتبة الحسينية باللغة الفارسية اعلن عن هذه الخدمة وبعض المؤسسات الايرانية روجت لها وكذلك الزائر الذي استفاد من هذه الخدمة ابلغ غيره فاستفاد اخرين.

خدمات اخرى
شعبة التقنيات لها خدمات اخرى تقدمها لمختلف الشرائح، منها خدمة الانتريت التي جعلت البث الفضائي عبر الانترنت بدون الحاجة الى استخدام سيارة البث الخارجي (SNG) وتقليل ملاك العمل وتفيض النفقات ونقل مراسيم الزيارة بيسر وسهولة، وكذلك منح خدمة الانترنت باستخداماته العامة الى جميع القنوات الفضائية والوكلات الاخبارية والاذاعات ومختلف وسائل الاعلام الاخرى ، وكذلك خدمة البث الارضي وايصالها الى الشاشات العامة المنصوبة في الحرمين والساحات المحيطة به، ومنحت فيدات فيديو الى القنوات الفضائية التي ترغب بنقل ما ينقله البث الداخلي من صور ومن امكنة متعددة الى شاشاتهم بالمباشر عبر خدمة منحتهم حرية نصب الكاميرات في امكنة اخرى وتوسيع رقعة التغطية لهم دون نصبها في داخل الحرم لان التصوير متوفر لها، وبمواصفات صورية عالية الدقة، وايضا مكناهم من الحصول على تردد خاص يستلم التصوير من الداخل ويمكنه استلام البث خارج كربلاء وبثها في قناته دون الدخول الى المدينة وزخمها البشري، ومن الخدمات الاخرى نفذنا جزء من مشروع علامات الدلالة التي تفتقد لها المدينة حيث توجد فوضى بالدلالات، وقد نصبنا تقنية حديثة بدأت قبل اربع سنوات تمنح من يحصل على الانترنت عبر تطبيقات الكترونية تمكنه من الوصول الى اي مكان، وللزائر الماشي حددت لجان فنية مختصة فيها مهندسين ومساحين الامكنة الواجب وضع العلامات فيها وتحديد لونها والحجم ونوع الخط والمواد المصنعة منها وكتبت بثلاث لغات عربية وانكليزية وفارسية، كما نصبت كودات خاصة على اعمدة الدلالات يمكن لاي زائر ربط هاتفه بها والحصول على الدلالات الصحيحة للطرق الداخلية والوصول الى العتبتين المقدسين، وقد نصبت الى الان 50 علامة وسيكتمل المشروع خلال السنوات المقبلة لتصبح علامات موحدة ونظامية وجميلة.

قاسم الحلفي - كربلاء المقدسة
تصوير: محمد القرعاوي ــ صلاح السباح