أكد السفير الإيراني لدى العراق إيرج مسجدي، السبت، أن إيران "لا تنوي التدخل أبداً في الشؤون الداخلية للعراق"، مشدداً أن طهران تعترف بالمصالح الوطنية للعراق "أفضل من أي جهة اخرى".
وقال إيرج مسجدي في مقابلة مع موقع "المونيتور"، إن "العلاقات الثنائية بين الدول هي في الأساس (قضية) داخلية وتتعلق بالسياسة الخارجية لكل دولة"، مضيفاً "نحن لا نية لنا بالتدخل في الشؤون الداخلية، فالعراق بلد صديق وشقيق، وقادتنا يدركون مصالحهم الوطنية أفضل من أي أحد آخر".
وأعرب مسجدي، عن "قلقه من الوجود العسكري الأميركي في العراق"، وقال إن "إيران تعتقد أن (الوجود الأميركي) لن يؤدي سوى إلى مزيد من زعزعة الأمن وتنامي الإرهاب ، وسيؤدي إلى إنشاء آلية استعمارية".
وردا على سؤال حول أسلحة الحشد الشعبي في العراق، قال الدبلوماسي الإيراني إنها "شأن داخلي"، لكنه واصل التأكيد على أن "إيران تتطلع إلى تعزيز الأمن والنظام وإعادة الإعمار في العراق".
وبين بالقول، إن "وجود القوات الأجنبية ، بما في ذلك القوات الأميركية في العراق، يخلق جواً من انعدام الأمن وتنامي الإرهاب والتحديات الأمنية".
وأشار مسجدي، إلى "قرار مجلس النواب العراقي حول خروج القوات الأميركية من هذا البلد" معرباً عن أمله في أن "يتم تنفيذ هذا القرار على وجه السرعة".
وشدد الدبلوماسي الإيراني، على "دعم إيران الكامل للحكومة العراقية"، مؤكدًا أن "دعم إيران للحكومة العراقية غير مشروط، بغض النظر عن أي قرار يتخذه العراق للسماح باستمرار وجود القوات الأميركية أو خروجها".
واستنكر مسجدي في جانب آخر من تصريحاته، "جهود واشنطن لتحويل العراق إلى ساحة معركة مع إيران"، قائلاً إن الولايات المتحدة "اغتالت علانية وبوقاحة قائدنا العسكري الأعلى [الجنرال الحاج قاسم سليماني] ، الذي كان ضيفاً رسمياً على الحكومة العراقية".
ثم أشار مسجدي إلى "العمل الإرهابي الأمريكي باغتيال الجنرال الحاج قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد"، وقال "هل يجب أن يستمر هذا العمل الارهابي دون رد؟" وتساءل قائلا "هل تتوقع ان يقر للمقاومة في العراق التي استشهد قائدها ابو مهدي المهندس قرارها؟".
وقال مسجدي، إن "إيران والعراق، باعتبارهما جارتين تاريخيتين، لديهما الكثير من القواسم المشتركة التي ربطت مصير البلدين معاً"، وأضاف "سنبقى دائما جيرانا لذا لا توجد دولة تريد رفاهية الشعب العراقي بقدر ما نريد".
وبحسب الدبلوماسي الإيراني، فإن العلاقات بين إيران والعراق "راسخة، وبغض النظر عن الحكومة التي تحكم العراق، فإن العلاقات بين البلدين مترابطة في مختلف المجالات الى درجة بحيث لا يمكن لأي حكومة أن تتجاهلها".
وفي إشارة إلى اتساع العلاقات بين إيران والعراق، قال مسجدي إن "العلاقات بين البلدين تشمل مجموعة واسعة من القضايا الاقتصادية والثقافية والتعليمية وحتى الإنسانية".
ولفت إلى المساعدات الإيرانية للعراق، موضحاً أن إيران "تصدر الكهرباء إلى العراق منذ أكثر من عقد، وأن إيران تعمل على بناء أكبر محطة كهرباء عراقية في مدينة الرميلة بمحافظة البصرة الجنوبية".
كما أشار السفير الإيراني، إلى مشاركة إيران في بناء ملعب الزوراء في بغداد، وقال إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية قدمت أنواعا مختلفة من المساعدات للعراق، بما في ذلك المساعدات الطبية لهذا البلد أثناء تفشي فيروس كورونا".
وندد مسجدي، "بالحظر الأميركي ضد إيران من أجل منع التعاون المكثف بين بغداد وطهران"، وأعرب عن أمله في أن "يتم قريبا تسوية العقبات الحدودية بين إيران والعراق في القريب العاجل حتى يتم الانتهاء بسرعة من مشروع ربط السكك الحديدية الإيرانية بالعراق وأن يجري إحياء طريق الحرير الذي يربط شمال إيران بالبحر الأبيض المتوسط في سوريا عبر العراق.
وردا على سؤال حول موقف إيران من ارتباط العراق بشبكة الكهرباء في الخليج، قال السفير الإيراني إن "إيران ليس لديها اعتراض على تطوير علاقات بغداد مع العالم العربي، ولكن ليس بامكان أي دولة إمداد العراق بالكهرباء بنفس جودة إيران".
أقرأ ايضاً
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)