- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العراق ليس بحاجة لأي قوات أجنبية ..
بقلم: أياد السماوي
في تغريدة على حسابه في تويتر قال رئيس حزب الحل جمال الكربولي ( لقد تحوّلت أمريكا بعد 2011 من دولة احتلال إلى دولة حليفة لمجابهة داعش وتقديم المساعدات لإعمار العراق , وإنّ الرّد على موقفها الإيجابي لا يكون بصواريخ الكاتيوشا , وأنّ حرب العصابات التي تستهدفها لا تعبّر عن رأي جميع العراقيين , واختتم التغريدة بوسم : القوات الأمريكية ضرورية للعراق ).
ويبدو أنّ السيد جمال الكربولي أراد بهذه التغريدة التي جائت متزامنة مع زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى واشنطن , أن يوصل رسالة للأمريكان أنّي حليف لكم ولن أرفع صوتي برحيل قواتكم عن العراق حتى وإن قرّر ذلك مجلس النواب .. وهذه الرسائل تأتي من بعض السياسيين العراقيين المتورطين بعمليات فساد وسرقة للمال العام العراقي , خصوصا أنّ هنالك إشاعات عن قائمة كبيرة عند الإدارة الأمريكية لسياسيين عراقيين متوّرطين بعمليات فساد كبرى .. وحديث السيد الكربولي عن الدور الأمريكي في مساعدة العراق في مجابهة داعش , حديث تعوزه الكثير من المصداقية , فالرئيس الأمريكي الحالي ترامب قد صرّح لأكثر من مرّة خلال حملته الانتخابية السابقة , أنّ داعش هي صناعة إدارة الرئيس أوباما.
وسنّة العراق قبل غيرهم يعلمون جيدا من الذي وقف مع العراق وشعبه خلال اجتياح داعش لمحافظات الغرب العراقي .. كما يعلم سنّة العراق أنّ الذي جابه داعش هم أبناء العراق شيعة وسنّة ومسيحا وشبكا وأيزيدين .. وأنّ الدولة الوحيدة التي أرسلت السلاح للعراق هي إيران فقط , وهي الدولة الوحيدة التي استجابت لطلب الحكومة العراقية بإرسال السلاح والعتاد بعد أن تقاعست أمريكا وكلّ الدول العربية في تقديم يد العون والمساعدة للعراق وشعبه في مجابهة داعش والتصدّي لها .. أمّا كون أمريكا قد قدّمت المساعدات لإعمار العراق , فهذه نكتة لا يقولها غير زاحف يريد التقرّب من إدارة ترامب لأسباب تتعلّق بما ذكرناه من موضوع قوائم السياسيين المتورطين بالفساد ونهب المال العام العراقي.
لا أحد من العراقيين لا يرغب بعلاقة صداقة وتعاون مع أمريكا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية , شريطة عدم تدّخل أمريكا في الشأن الداخلي العراقي والتعامل مع العراق كدولة مستقلة ذات سيادة , وليس كدولة تسرح قوات أمريكا فيها وتمرح من دون أن تعلم الحكومة العراقية عدد هذه القوات وعديدها .. وحين تطلب الولايات المتحدّة من حكومة العراق حلّ الحشد الشعبي والانضمام لجبهة المقاطعة ضدّ إيران , فهذا أمر لا يقبل به أي عراقي غيور ومنصف .. والقول بأنّ القوات الأمريكية ضرورية للعراق هو قول لا يقوله وطني قط , إلا لمن استأنس الخضوع والركوع للأمريكي .. أما حكاية صواريخ الكاتيوشا , فالسيد الكربولي يعلم أنّ الغالبية العظمى من العراقيين رافضين لهذه الصواريخ العبثية ويساندون الدعوات الداعية إلى حصر السلاح بيد الدولة وترك مهمة إخراج القوات الأجنبية من العراق بيد مجلس النواب العراقي والحكومة حصراً.
وحاجة العراق اليوم هي في إبعاد كل القوات الأجنبية عن أراضيه وإقامة علاقات تعاون وصداقة مع الجميع وعدم جعل العراق ساحة للصراعات السياسية الأجنبية , والعراق ليس بحاجة لأي قوات أجنبية على أراضيه , حاجة العراق من أمريكا هي أن تفي بالاتفاقات الموّقعة مع العراق .. وكما أنّ صواريخ الكاتيوشا لا تعبّر عن رأي جميع العراقيين , كذلك الدعوّة للإبقاء على القوات الأمريكية في العراق لا تعبّر عن رأي جميع العراقيين.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!