- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لا عودة لملعب الفاسدين بعد اليوم
بقلم: أياد السماوي
لم نكن عاطفيين حين كتبنا أنّ الحلّ في النجف الاشرف وليس في بغداد , وأنّ الخيط الأبيض من الفجر سيتبيّن من النجف وليس من أي مكان آخر.. كنّا على يقين تام أنّ العصابة المجرمة التي تحكم بقبضتها على إدارة البلد لا رادع لها ولا أحد قادر أن يقف بوجهها غير سماحة المرجع الأعلى أدام الله ظلّه الشريف أبا للمحرومين والمسحوقين , وكنّا على يقين أنّ هذه العصابة التي سفكت دماء أبناء الشعب العراقي ستنهار بكلمة واحدة من هذا الرجل الذي بعثه الله تعالى رحمة للعراق والعراقيين.. فوالله الذي لا إله إلا هو لولا وجود السيستاني العظيم بيننا نلوذ به , لحوّلت هذه العصابة المجرمة البلد إلى بحر من الدماء من أجل استمرارها بالحكم ونهبها لأموال البلد.. فشكرا لله الذي أنعم على العراق والعراقيين بالسيستاني.
والمرجعية الدينية العليا حين طلبت من مجلس النواب إعادة خياره بتشكيل هذه الحكومة , فهذا لا يعني أبدا أنّ المرجعية العليا قد أعادت الكرة إلى ملعب الفاسدين كما تصوّر السيد عزّت الشابندر.. فخطاب المرجعية العليا واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار وهذا الخطاب يتلّخص بما يلي:
أولا / قبول مجلس النواب استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وتوّلي رئيس الجمهوريه مهامه لحين حل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرّة.
ثانيا / الإسراع بتشريع قانون الانتخابات الفردي وقانون المفوضية المستقلة للانتخابات.
ثاثا / إجراء انتخابات مبكرّة أي حلّ مجلس النواب لنفسه بموجب المادة 64 من الدستور.
أمّا من يعتقد أنّ المرجعية العليا أرادت من خطوة إقالة الحكومة , إعادة الكرة مرّة أخرى لملعب الفاسدين بترشيح فاسد آخر من ذات الطبقة السياسية الفاسدة التي سفكت الدماء ونهبت الثروات والأموال , فهذا تشويه وتزوير لمقاصد خطاب المرجعية الدينية العليا التي وقفت مع الشعب في ثورته.
فبعد قبول مجلس النواب استقالة رئيس الوزراء , يتوّلى رئيس الجمهورية بشكل مؤقت مهام رئيس الوزراء لحين استكمال تشريع قانوني الانتخابات والمفوضية المستقلّة , بعد ذلك يتوّجب على مجلس النواب حلّ نفسه بموجب المادة 64 من الدستور ودعوة رئيس الجمهورية لانتخابات مبكرّة خلال مدّة اقصاها ستون يوما.. انتخابات ينتخب فيها رئيس مجلس الوزراء بشكل مباشر بعد تعديل المادة 76 من الدستور.. ومجلس النواب الجديد هو الذي سيعيد كتابة الدستور والاستفتاء على شكل النظام الجديد إن كان رئاسيا أو برلمانيا ينتخب فيه رئيس الحكومة بشكل مباشر من قبل الشعب.. والشعب العراقي الذي قدّم مئات الشهداء من الشباب وآلاف الجرحى , لن ولن يقبل بإعادة الكرة مرّة أخرى إلى ملعب الفاسدين.. هيهات ثمّ هيهات ثمّ هيهات.
(لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
صدق الله العلي العظيم.