بقلم: هشام الهاشمي
يفيدنا تفحص خريطة جغرافيا التظاهرات الفاعلة والمؤثرة في العاصمة بغداد والمنطقـة الوسطى والجنوبية ذات الأغلبية العربيـة الشيعية بإمكانية تصنيفها على خط متصل لستة أنواع من المناطق:
الأولى: جانب الرصافة من العاصمة بغداد عرف اشد أنواع التظاهرات واوسعها التي حققت قدرا مهما من النجاح، وهـي تعـيش مرحلة متقدمة من المفاوضات لإعلان قيادة وتمتلك أوراق ضغط سلمية عديدة؛ أي إنها حاليـا تشـهد مرحلـة انتاج القيادة بعدما نجحت بالتعبئة والتحشيد العفوي وتجسيد معنى السلمية رغم القمع غير المبرر، وبالإدارة والتنسيق، وأصبحت لا تبالي لصراع قوى السياسة (الموالاة والمعارضة) التي تحاول اقـتلاع النظـام القـديم مع قوى الحفاظ على الأوضاع القائمة، الحالة في رصافة بغداد وخاصة ساحة التحرير مثـال شاهد على ذلك.
الثانية: مناطق ماتزال التظاهرات مشتعلة ومتنامية فيها؛ أي إنها مـازالـت تعـيش مرحلة التمهيد الى المرحلة الثانية لكنها قوية ومستمرة في سلميتها، وبـالطبع بمظـاهر وأشـكال متشابه مع تظاهرات بغداد، وهي تظاهرات محافظات ذي قار والبصرة وكربلاء وبدرجة أقل ميسان والديوانية والسماوة وبابل وواسط، أمثلة واضحة على ذلك.
الثالثة: مناطق تعيش حالة اسناد وترقب، وهي تنتظر الاذن من المرجعية الدينية ولكنهـا مـاتـزال في مرحلـة ما قبل التأسيس وإن تــوافرت فيهــا مــن الأســباب والمــؤشرات والظواهر التـي ترشـحها بامتيـاز للـدخول في التظاهرات كقائد ثوري سلمي، ويشمل هذه الوصف محافظة النجف التي لا يمكن ان تنـدرج بعد في المجموعتين السابقتين حتى الآن.
الرابعة: مناطق ذات الأغلبية العربية السنية؛ فهي مناطق يقدم ابنائها الإسناد المعنوي والمادي وهم حذرين من الانغماس والمشاركة لأسباب تعود الى هشاشة مناطقهم أمنيًا وعدم خروجهم حتى لا يضعف الأمن بها وتصبح لتنظيم داعش فرصة للعودة من جديد، وتجارب ساحة الاعتصام والإضراب العام 2012-2013 خير شهيد على ذلك، وهذا يشمل الانبار وشمال وغرب بغداد ونينوى وصلاح الدين وديالى وجزء من كركوك.
الخامسة: مناطق ذات الأغلبية الكردية، وهي متعاطفة مع الشعب في بغداد والمحافظات الجنوبية والوسطى، لكنها لا ترى مطلب تغيير النظام مطلبا واقعيا أو مشروعا، وهي تدعم كل المطالب الباقية عدا تعديل الدستور، ترى ان يكون مشروطا بعدم المساس بحقوق الكرد الدستورية، وتشمل كل محافظات الإقليم.
السادسة: مناطق المكونات والأقليات الثقافية العراقية، هي متفاعلة ومساندة لحقوق المتظاهرين خاصة التركمان والمسيحيين، لكنهم يعتقدون ان نصرتهم للتظاهرات لن تكون كافية لإجراء التغيير الجذري كما تنشده التظاهرات.