- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عادل عبد المهدي .. خيار الكرد الأفضل وخيار العرب الأسوأ
بقلم: أياد السماوي
(إنّ وجود عبد المهدي على رأس الحكومة في بغداد هو الفرصة النهائية ولا يجوز التفريط بها).. هذا التصريح ليس للسماوي بل هو لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد مسعود بارزاني , كان قد صرّح به في الثالث من نيسان 2019.. وليس هنالك أي شّك بكون السيد عبد المهدي هو الخيار الأفضل والفرصة الأكبر للإقليم فيما لو قورن بسلفه السيد حيدر العبادي الذي أرجع قوّة القانون إلى كركوك , وأحق العدل في الموازنة , ورفض منح الإقليم أي استحقاق فوق استحقاقه , وفرض على الإقليم تسويق النفط عبر السياقات الرسمية.
ولو كنت أنا أياد السماوي رئيسا لحكومة إقليم كردستان لأمرت بنصب تمثال للسيد عبد المهدي في كل مدن الإقليم وفاء لما قدّمه للإقليم.. لأنّ الذي أسداه السيد عبد المهدي لإقليم كردستان لم ولن يفعله أي رئيس وزراء سابق أو لاحق.. والسيد عبد المهدي هو صاحب الاتفاق النفطي المشؤوم الذي أبرمه مع حكومة الإقليم عام 2015 حين كان وزيرا للنفط , هذا الاتفاق الذي منح حكومة الإقليم شرعية تصدير النفط إلى دول العالم بعد أن كانت جميع دول العالم تمتنع عن شراء النفط من حكومة الإقليم دون موافقة الحكومة العراقية عدا إسرائيل.. وربّ سائل يسأل لماذا السيد عبد المهدي هو خيار الكرد الأفضل وخيار العرب الأسوأ ؟
ألم يكن موقف السيد عادل عبد المهدي من الجمهورية الإيرانية الإسلامية ومن الحشد الشعبي موقفا مشرّفا يستّحق الثناء والدعم ؟ ألا يتطلّب الوضع السياسي والأمني الذي تمر به المنطقة التّمسك بعبد المهدي حتى وإن فرّط بحقوق العراقيين وثرواتهم ؟ وهل كان السيد نيجرفان برزاني يجرأ أن يشترط على بغداد دفع ديون الإقليم بالكامل مقابل تسليمها واردات الربع مليون برميل , لو كان رئيس الوزراء غير عبد المهدي ؟.. أسئلة تحتاج لشيء من الشجاعة والصراحة والصدق للإجابة عليها..
نعم.. أقولها بكل صدق , إنّ موقف السيد عادل عبد المهدي من العقوبات الأمريكية الظالمة المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن الحشد الشعبي , موقفا مشرّفا يستّحق عليه كلّ الثناء والتقدير والاحترام.. لكنّ هذا الموقف كان اتفاقا مسبقا مع السيد عبد المهدي والجهات التي جائت به رئيسا لمجلس الوزراء وهو ثمن هذه الرئاسة , وهذا الموقف المشرّف من الجمهورية الإسلامية والحشد الشعبي لا يوّفر للسيد عبد المهدي الغطاء الشرعي والقانوني للعبث والتفريط بأموال العراقيين وثرواتهم والتصرّف بها تصرّف المالك بملكه.. وكون السيد عبد المهدي هو خيار الكرد الأفضل , فهذا لا يحتاج إلى دليل , وهو واضح كالشمس في رابعة النهار , فما قدّمه السيد عبد المهدي لإقليم كردستان حتى الآن لم يحلم به أحد من قادة الإقليم , وهذا ما عبرّ عنه السيد مسعود بارزاني بكلّ وضوح وصدق حين وصف السيد عبد المهدي بأنّه الفرصة النهائية التي لا يجوز التفريط بها.. فلا أحد من العراقيين غير عبد المهدي يستطيع أن يتنازل للإقليم عن واردات النفط والغاز والضرائب والرسوم والمنافذ الحدودية والمطارات ويمنح الإقليم كامل رواتب موظفيه ورواتب البيشمركة التي لا تخضع للقائد العام للقوّات المسلّحة وبشكل مضاعف.
أمّا لماذا السيد عادل عبد المهدي هو خيار العرب الأسوأ , فمن المؤكد أنّ تصرّف السيد عبد المهدي بأموال العراقيين وثرواتهم خلافا للدستور العراقي الذي جعل من النفط والغاز ملكا للشعب العراقي في كل الأقاليم والمحافظات , وعدم مطالبته حكومة الإقليم بتسليم موارد الضرائب والرسوم والمنافذ الحدودية والمطارات خلافا للقانون , وقبوله بعدم سماح حكومة الإقليم للجهات الرقابية الاتحادية بالرقابة على وزارات الإقليم ومؤسساته.
كلّ هذه الأسباب جعلت من السيد عبد المهدي هو الرئيس الأسوأ لمجلس الوزراء فيما يتعلّق بملّف العلاقة مع حكومة إقليم كردستان , فضلا عن الطريقة التي شّكلّ بها حكومته والتي خضع فيها خضوعا كاملا للمحاصصات الحزبية , بالرغم من وجود بعض الوزراء الأكفاء كوزير التعليم العالي ووزير الكهرباء ووزير التخطيط , وخضوع مكتبه لمافيات المجلس الأعلى التي سيطرت سيطرة تامة على قرارات رئيس الوزراء.
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!