حضر النائب المستقل عن ائتلاف دولة القانون علي كردي الحسيني امسية اقامها اتحاد أدباء وكتاب كربلاء للكاتب والصحفي ناظم السعود الذي قدم فيها ورقة نقدية عن الخطاب الثقافي في الفضائيات\"
ونقل مراسل موقع نون الذي حضر الامسية \" ان الامسية قدمها الشاعر سلام محمد البناي أوجز في بدايتها سيرة السعود الإبداعية بقوله: إن ناظم السعود عاش أربعة عقود زمنية متمركزا في قلب الحدث الثقافي يرصد ويتفحص ويحلل جزئيات المشهد وما يعتريه من مستجدات وعلل واضطرابات وهو عنوان لجميع الأجناس الأدبية والمسميات الثقافية والإعلامية
وقال السعود (( إن القنوات الفضائية العراقية وقد زادت على الخمسين وفيها رسائل إعلامية وتوجهات فكرية وخطب سياسية عديدة ومتقاطعة إلا أنها تشكو من غياب واضح لمستوى الخطاب الثقافي ونوعيته وتوقيتات بثه ،ويعاني الثقافي فيها من تراجع كبير في سلم أولويات أصحاب القنوات او الجهات الممولة لها حتى تحول الى وجود شبحي لا يمتلك حظوة او تأثيرا في المتلقي ان كان خاصا او عاما ))
[img]pictures/2010/10_10/more1288510197_1.jpg[/img][br]
وقد فرّق السعود في ورقته بين مفهومي ( الثقافة المهنية ) و ( الثقافة الإبداعية ) اللذين يتم الخلط بينهما بشكل كبير لدى المتكلمين حول مصطلح الثقافة وهو من نمط الأخطاء الشائعة، يرى السعود ان الثقافة في معناها الاصطلاحي تعني مفاصل الحياة العامة مثال العلوم والمعارف والمهن والآداب والفنون والقيم وأنماط السلوك أي بتعريف موجز هي ( حصيلة إنتاج الشعب )وهذه العناوين يمكن حصرها بتوصيف ( الثقافة المهنية ) بينما التوصيف الثاني للثقافة يكون محصورا بالإنتاج الإبداعي في مجالات الآداب والفنون و قال السعود ان إخفاق القنوات الفضائية العراقية في تقديم أي مشروع رصين للخطاب الثقافي متأت بتقديم ما هو أيدلوجي وعقائدي وسياسي في برامج القنوات على ما عداها ولا سيما الثقافي الذي عانى من تغييب مستمر في خطط هذه القنوات ودوراتها مقارنة بالاهتمام الكبير من قبل القنوات العربية ، والملاحظة الأخرى هي الغياب التام للقنوات الثقافية في الإعلام العراقي في جناحيه الرسمي والأهلي اذ لم تبادر أي جهة لافتتاح قناة مخصصة للشؤون الثقافية وحتى الجمعيات والاتحادات العاملة في الوسط الثقافي الإبداعي ( مثل اتحاد الأدباء ونقابة الصحفيين ونقابة الفنانين ) كان عليها المبادرة وانتزاع مساحتها في الفضاء المفتوح لكن هذا لم يحدث .وقد فتحت هذه المحاضرة شهية الحاضرين وأثارت فيهم تساؤلات عديدة
من جانبه قال نائب البرلمان العراقي المستقل علي كردي الحسيني والذي اعلن دعمه وتواصله مع الاتحاد قال \" إن الطبقة المثقفة هم صناع الحياة وصناع الكلمة ولكن للأسف لم تتاح لهم الظروف من أجل التواصل وعلى الدولة ان تنتبه وتلتفت لهذه الشريحة المهمة وتهيئة الظروف الموضوعية لهم و على الجميع التقدم في برامج تكون نقاط مضيئة في الفضائيات وعلينا ان ننتشل المثقفين وإشاعة الثقافة في المجتمع وتحدث عن تأثير الحروب والفقر على المجتمع العراقي ومدى تغلغله فيه مبديا أهمية سعي النخب المثقفة في مواجهة ذلك الجهل الذي تريد له الحروب ان ينال من جوهر هذا الشعب مبينا ان الثقافة العراقية هي عمود الحياة التي لكل وسيلة إعلامية ان ترتكز عليها وما غياب الثقافة الإبداعية في الفضائيات إلا تقصير منها في الارتكاز على الجوهر الحقيقي للحياة .
من جانبه قال الشاعر رفعت المنوفي: نحن لا نلقي اللوم على المسؤولين ولكن نلقي اللوم على المبدعين إذ أنهم لم يهتموا بخطورة الاحتلال الثقافي الذي تبثه الفضائيات ولم يسعو إلى مواجهة ذلك الاحتلال بطرقهم الإبداعية بذات المستوى ثم أكد على مسألة شعبنة الثقافة الذي تعتمده الكثير من الفضائيات العراقية من دون الاهتمام الى خطورة ذلك
الأديب حاتم عباس بصيلة أشار إلى أننا نعيش ثقافة تراجعية و الفضائيات العراقية هي وليدة علينا نشجع ايجابياتها ونعمل على تجاوز السلبيات اما الفنان علي الشيباني فيرى : إن الفضائيات هي شركات و منظومات تعتمد على المال ولها مسارات ومسالك اقتصادية وعليه فان طريقة نجاحها يعتمد على هذه القضية وأشار الشاعر احمد حسون إننا اليوم نعيش في أعلى صور الحرية التي تتوفر للمثقف وعلينا استغلالها بالشكل الصحيح الشاعر كاظم السعدي قال في مداخلته ان القنوات الفضائية معظمها مسيس وبعض السياسيين يحاولن استبعاد المثقف وتهميشه أما الباحث حسن عبيد عيسى فقد اعترض على رأي السعود الذي طرحه وأعلن فيه اندحار الثقافة الورقية وفي ختام ورقته طالب ناظم السعود الجهات المعنية والقائمة على البث الفضائي بايلاء الاهتمام الكافي بالخطاب الثقافي وعدم تهميشه أو محاصرته في دائرة الاهتمام كما هو الحال الآن .
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- تعرف على حالة الطقس في كربلاء المقدسة
- المركز الوطني لعلوم القرآن يقيم مسابقة طلبة الجامعات العراقية القرآنية الوطنية الاولى المؤهلة للمسابقات الدولي
- كربلاء تعمل على تخصيص مواقع جديدة لمعامل الاسفلت