بقلم: حسين فرحان
عن ماذا كان يبحث الجندي الامريكي في فم بطل الجحر وزعيم الحفرة والقائد الضرورة ؟
ربما كان يبحث عن آخر وصاياه التي تجاوزت الاربعين وصية وكانت بدايتها المضحكة (لاتستفز الافعى) ومرورا بـ (أجعل عدوك أمام عينك، وأسبقه، ولا تدعه خلف ظهرك) تلك الوصية التي حيرت علماء الفيزياء قبل علماء الكلام!
محل الشاهد.. كان الجمهور الرياضي العراقي مثل أي جمهور بالعالم يعشق منتخبه الوطني وينتظر مبارياته على أحر من الجمر خصوصا مع حالة الحضر المفروض على المنتخب في ان يلعب على ارضه وبين ابناء شعبه بسبب الحروب العبثية والطيش البعثي والكونترول الامريكي المتحكم عن بعد فكانت شاشة التلفاز هي النافذة الوحيدة التي يطل هذا الجمهور فيها على عشقه الرياضي.
لم يكن صدام ليترك هذا الشعب منسجما مع منتخبه الوطني طيلة ساعة ونصف دون أن يكدر عليه صفو هذه اللحظات فكان القائمون على الاعلام العفلقي آنذاك يقطعون البث الكروي ويعرضون وصايا القائد، وبينما الجمهور متحمس لرؤية هدف التعادل او هدف الفوز واذا بالامور تتغير فيطل القائد الضرورة مع موسيقى مقززة وصوت يصدح بتملق (قال القائد) لتتحطم معها كل الانفعالات والتشجيع والحماسة في سابقة لم يفعلها حاكم مع شعبه حتى في أعتى وأقذر الانظمة الحاكمة في ذلك الزمن وفي كل زمن.
ومع القضاء على حالة الحماسة والتشجيع التي كان الجمهور الرياضي يعيشها في تشجيع منتخبه تبرز حالات مختلفة ومتباينة لردود الافعال تجاه (قال القائد) فأذا كان المواطن في بيته فأنه ينهال بالسباب واللعن والشتيمة على الساعة السوداء التي انجبت بها صبحة ذلك الشيطان، واذا كان الجمهور مجتمعا في المقاهي او في محلات الحلاقة فأنه يكتفي بأضعف الايمان ويغادر متمتما ومدردما ويلعن - كذلك - اليوم الذي أنجبت به صبحة ذلك الشيطان.
ملاحظة كان المنتخب حينها حالق الرأس بوصايا شبل الشيطان.
نسخة منه الى من ثقبت لديهم الذاكرة فصاروا يترحمون على بطل الحفرة.
أقرأ ايضاً
- حادثة المطار واسطوانة الاتهامات الفارغة
- متى يظهر البطل الامريكي الخارق؟!
- رسالة أَلَم الى الأخ العزيز الشهيد أبي تحسين البطل ....