- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الى الشهيد مصطفى العذاري البطل
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي الفلوجة هي مدينة تبعد عن بغداد بحدود(60) كم وهي تقع في منتصف المسافة بين بغداد ومدينة الرمادي وهذه المدينة وهي قضاء تابع لمحافظة الأنبار كانت مسرح لكثير من الأحداث فهي لم تمثل في يوم من الأيام أي ثقل فكري أو ثقافي وحتى علمي ولم يخرج منها أشخاص يشير إلى ذلك بل كانت ومنذ عقود كثيرة وفي تاريخ العراق مصدر للتوترات السياسية والقلاقل في كل فترة زمنية معينة والمدينة برغم كبر مساحتها إلا أن عدد سكانها لايتجاوز(326) إلف نسمة فهي منها ولد الرئيس العراقي محمد عبد السلام عارف والمعروف بشعوبيته وطائفيته والذي قضي في حادث طائرة هليكوبتر حرقاً بأن مس سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) في مدينة البصرة والذي لم يمهله الله سبحانه وتعالى لتجاوزه على الحضرة العلوية ومات حرقاً وكان العراقيين يتندرون على هذه الميتة بأنه(صعد لحم، نزل فحم) وهو رجل قاسي ودموي وقتل اعز رفاقه في الحياة والعسكرية الزعيم عبد الكريم قاسم في إعدام بشع ووحشي قل نظيره في العالم ومشهور بتصفية خصومه واعدائه وبكل قسوة ووحشية. ومن هنا فهذه المدينة هي منبع للإرهاب والطائفية ولم تلد ألا كل طائفي وإرهابي وهم أحفاد الخوارج والسقيفة وهم أجدادهم من الخوارج الذين كانوا يبقرون النساء الحوامل ويقتلون الطفل والشيخ والمرأة والتي هي كانت المصدر الرئيسي لكل عمليات القتل والذبح والمفخخات لبغداد والتي لم تنفك يوماً في تصدير الموت لكل العراقيين من هذه المدينة والتي يصفها أهلها بأنها مدينة الجوامع لإضفاء صفة الإسلام عليها ولكنها لا تحمل من الدين إلا اسمه أما مضمونه فهي بعيدة عنه كل البعد بل هي عبارة عن مدينة تابعة لحكام آل سلول في السعودية والذين يدعمونهم بكل أنواع الدعم من مادي وفكري ومعنوي لتصبح أحدى قواعد التطرف والإرهاب في عراقنا الحبي ولتصبح من أهم الخناجر التي تغرز في خاصرة العراق وشعبنا الصابر الجريح. فلا نستغرب أن تطلع هذه الأعمال المجرمة من تلك المدينة رأس الأفعى كما وصفها أهاليهم في الرمادي ولتكتمل هذه البشاعة لهذه المدينة بالإعدام المجرم للشهيد البطل مصطفى جميل العذاري في حادثة يندى لها الجبين ولايرضى بها أي إنسان شريف بغض النظر عن الدين والوطن والعرقية والبشاعة تكمن في خروج أهاليها فرحين بهذه الهزيمة المجرمة معتبرين بأنها نصر لهم وهو تكالبهم على جندي عراقي أعزل وأسير وأبن جلدتهم وجريح لكي يتم إعدامه وعلى الجسر من قبل ثلة مجرمة لا تحمل في قلوبها الرحمة ولا تملك من الدين أي ذرة وحتى لا تحمل أي عرف عشائري أو نخوة عربية فهم كشيعة أبي سفيان عندما خاطبهم الأمام الحسين(ع) عندما قال لهم (يا شيعة أبي سفيان أن كنتم عرباً وتؤمنون..)فهم استفردوا بهذا البطل ومثلوا بهذا الشهيد ابشع تمثيل والتي نهى عنها نبينا الأكرم محمد(ص) عندما قاتل { أياكم والمثلة وحتى بالكلب العقور}فأي دين وأي إسلام يحمله هؤلاء الأجلاف من الأعراب وقد وصفهم الله سبحانه وتعلى في محكم كتابه بقوله { الأعرابُ أشدُّ ونفاقاً وأجدرُ ألا يعلموا حُدُودَ ما أنزلَ الله على رَسُولِهِ واللهُ عَلِيمٌ حَكِيم}.(1) ولكن نقول أن الله يمهل ولايهمل وأن دم الشهيد البطل مصطفى هو غالي عند الله سبحانه وتعالى ولان الله لا يحب الظلم وهو عادل وهو الجبار المنتقم وسوف تشهدون يوماً تندمون فيه وكما يقول جل وعلا في محكم كتابه {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا }(2). وأن غداً لناظره قريب. فإليك أيها الشهيد البطل مصطفى اقبل رجلك المكسوره والتي تدلت عليهم لتدوس بقدمك الطاهرة كل افعاليهم الجبانة والغادرة وليشهد التاريخ على مدى خستهم وقذارتهم ويبقى رأسك وهامتك الى السماء تلاقى ربك بقبول حسن وقد التحقت بالركب الحسيني لتجاور العريس وهب والقاسم وكل أولئك الأبطال في واقعة الطف الخالدة. ولتكن نظراتك في سيارة الحمل والضباع المفترسة تحيطك من كل جانب معبرة عن مدى ثباتك تجاه هؤلاء الوحوش الضارية والذين كما قال عنهم الحسين: {خُطَّ الموت على ولدِ آدم مَخطَّ القلادة على جيد الفتاة. وما أولهني الى أسلافي يعقوب الى يوسف. وخيرٌ لي مصرعٌ أنا لاقيه. كأني بأوصالي تُقطّعها عُسلان الفلاة بين النَّواويسِ وكربلا.فيملأن مني أكراشاً جوفاً. وأجربةً سغبا لا مَحيّصَ عن يومٍ خُطَ بالقلم.رِضا الله رِضانا أهل البيت ,نَصبِرُ على بلائه ويوفينا أجور الصابرين }. والعسلان هنا تعني الذئاب وهؤلاء المجرمون هم ذئاب بشرية فهم مجرمون ووحوش ضارية ولاينتمون بأي شكل من الأشكال إلى بني آدم أو طبقة البشرية قدر رضعوا مع إبليس وهم جنود الشيطان ويدخلون في حزب كل مجرم وسفاح وقاتل منذ فرعون وجنوده ولحد يومنا هذا. فاليك أيها البطل الشهيد مصطفى أهدي كلماتي المتواضعة والتي أهاب ان أرفع وجهي أمام عظمتك وبهائك وأنت تواجه الموت بكل شجاعة وبسالة ولتدخل في سفر التاريخ من أوسع أبوابه وليكتب اسمك بحروف من نور مع معسكر الخالدين من الشهداء والصديقين ولترتفع روحك إلى أعلى عليين في الجنة في مقعد صدق عند مليك مقتدر ولتطوف روحك مع أرواح السعداء والشهداء في أعلى مراتب الجنة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ [التوبة: 97]. 2 ـ [ الفرقان: 27، 28، 29].
أقرأ ايضاً
- في ذكرى ولادة الحبيب المصطفى(صل الله عليه وآله)
- من جديد .. قصّة اغتيال الشهيدين تعود إلى الواجهة
- بين يدي مصطفى جمال الدين