- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
انقذوا شبابنا قبل ان تنهشهم كلاب داعش..
بقلم:نبيل طامي المسعودي
كلنا يتذكر الصفقة التي عقدتها اسرائيل مع حماس في عام 2011 والتي بموجبها تم اطلاق سراح الجندي الاسرائيل جلعاد شاليط مقابل اطلاق سراح مقابل 1027 أسير / أسيرة من الفلسطينيين، وفي حينها لاقت الصفقة رفضا كبيرا من قبل متشددين في الحكومة الاسرائيلية الا انها تم المضي بها لانقاذ الجندي الاسرائيلي، وكلنا لا ينسى
صفقة الأفراج عن سمير القنطار عام 2008 في صفقة تبادل بين حزب الله وإسرائيل تم بموجبها الإفراج عنه وعن أربعة أسرى لبنانيين من أفراد حزب الله، تم القبض عليهم في حرب يوليو 2006، وجثث 199 لبناني وفلسطيني وآخرين في مقابل تسليم حزب الله جثث لجنديين إسرائليين تم قتلهم في عملية "الوعد الصادق" في يوليو 2006.وهنالك الكثير من الصفقات التي أبرمت بين دول وبين منظمات وتشكيلات مسلحة، وكانت تلك الصفقات في واقع الحال تشكل هزيمة للدولة التي تبرم الصفقة ولكنها أمام الامر الواقع تعني اطلاق سراح مواطن له حقوق مثلما عليه واجبات، وهو ابنٌ للوطن ومدافع عنه وهو له حق على الدولة في ان تكون راعية له ومدافعة عنه، واليوم نحن نعيش حلقة من حلقات تلك الصفقات، حيث قام عناصر من تنظيم داعش الارهابي الذي بدا ينشط كثيرا بفعل التقاعس الحكومي وبفعل الانشغال بتقسيم الكعكة بعد الانتخابات المهزلة التي شهدتها البلاد مؤخرا، قاموا باختطاف مجموعة من شباب العراق، ثلاثة منهم يقطنون في مدينة كربلاء والاخرين من محافظات أخرى بينها الانبار، واعلنوا بعد ذلك عن صفقة لاطلاق اسيرات ينتمين لداعش مقابل اطلاق سراحهم، ومع هذه الدعوة كان على الحكومة ان تتنازل عن كبريائها الفارغ وان تطلق العنان لابرام صفقة تنقذ هؤلاء الشباب وتعيدهم الى اهلهم سالمين غانمين، كان عليها ان تتحرك وبسرعة بدلا من صمتها المغموس باللامبالاة التي اعتدنا ان نرى الدولة فيها حينما يكون الامر متعلقا بابناء الشعب المظلوم، ولكنها حينما يتعلق الامر بواحد من اتباعها أو من يقرب لها نراها تشمّر عن ساعديها لفعل ما يمكن فعله لانقاذ ذلك المسؤول او من يتبعه أو يقرب منه، اليوم نحن بحاجة الى نهضة والى موقف حكومي وباسرع وقت ممكن لإنقاذ هؤلاء الشباب حتى لو كان الامر يتعلق بصفقة تعتبرها الحكومة خاسرة، فحياة هؤلاء الشباب اثمن من اي صفقة، وعلينا مرة واحدة ان نشعر ان الدولة فعلا حريصة على ابناء شعبها وتنقذ هؤلاء من براثن داعش، نحن نحتاج الى صفقة كصفقة شاليط، مع انها لا تمثل شيئا ازاء ما قدمته اسرائيل لانقاذ جندي اسرائيلي واحد مقابل 1027 اسير فلسطيني، أو الافراج عن خمسة من الاسرى الاحياء مقابل جثتين لجنديين ميتين، وانا تعمدت ذكر اسرائيل لانكم ترونها على انها الاسوء، ولكنها رغم ذلك فعلت المستحيل من اجل انقاذ جندي لها وان تعيد رفاة جنديين آخرين فأين انتم من كل ذلك؟!..
أقرأ ايضاً
- وقفه مع التعداد السكاني
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر