بقلم: قاسم العجرش
كم هو عدد أعضاء مجلس النواب العراقي؟!
يبدو السؤال ساذجا قليلا، لكنه سؤال مشروع بضوء ركام الألم الذي يزداد رصا في داخلي؛ ويشاركني كثيرون هذا الشعور بالتأكيد، في كل مرة ينعقد فيها مجلس النواب.
مشاعر الألم المتراكم ليست ناتجة عن سوء أداء المجلس، أو لإنشغاله بالمهاترات والمناكفات الحزبية والفئوية؛ فهذا أمر ألفناه..بل ناتج عن إستخفاف أكثر من ثلث اعضاء المجلس؛ بنا كناخبين وكشعب!
إذ ومنذ أن "تورطنا" بلعبة الديمقراطية؛ لم يكتمل عديد النواب، المشاركين بجلسات مجلسنا الحبيب، مرة واحدة قط! فإن الحضور في أغلب الجلسات؛ لا يتجاوز النصف إلا قليلا، وفي أفضل الحالات، فإن غياب مائة منهم على الأقل، هو المتحقق دائما!
ماذا يعني ذلك؟!..والمقصود بالسؤال؛ ليس لماذا لا يحضرون، بل لماذا يستخفون بنا؟!
في محاولة للإجابة، فإن الحقيقة تطل بقرنها، كاشفة عن أننا بعيدين بمسافة طويلة عن الديمقراطية، وأن ما نعيشه سياسيا ليس هي، بل أننا في لعبتها فحسب!
لعبة الديمقراطية وليس الديمقراطية، هي التي أوصلت المائة عضو المتغيبين أبدا، الى أن يحصلوا على عضوية المجلس، شكلا وليس مضمونا..!
العارفون بكواليس وخبايا مجلس النواب، ومنهم بعض المثابرين على الحضور والمشاركة الفاعلة، يكشفون مواقف وحالات مذهلة، فبرغم أن عدد أعضاء المجلس، هم فقط 328 شخصا ولا أقول نائبا، إلا أن أغلبهم لا يعرف بعضهم بعض! بل وعلى سبيل النكتة المترعة بالألم، فإن نائبا معروفا من المثابرين، كان في الأسبوع الفائت في الدائرة المالية للمجلس، لإستلام إستحقاقاته المالية، وصادف أن نائبا من إياهم قدم لنفس الغرض، وهناك تعارفا لأول مرة، برغم أنه ينتمي الى نفس إئتلافه!
هذه الواقعة وسواها آلاف الوقائع، عن نواب لا يحضرون الى مجلس النواب، إلا لإستلام المنافع، تكشف عن خلل بنيوي، نتحمل جزءه الأعظم نحن الناخبين، والجزء الأقل؛ يقع على عاتق الأنظمة والوسائل، التي يدار بها مجلس النواب.
ما نتحمله نحن، هو أننا من أوصلنا لصوص الأصوات؛ الى حيث هم، بسبب أننا لم نحسن الإختيار، أما لعدم إدراكنا لأهمية أصواتنا، فمنحناها جزافا؛ وكانت هذه النتيجة المؤلمة، أو لأن الخيارات كانت محدودة أمامنا، فتصرفنا كقطيع ننتخب "الأسماء" لمجرد أنها منا..
ما تتحمله الأنظمة أخطر تاثيرا، فالنظام الداخلي لمجلس النواب، فيه من الفقرات التي يمكن مطها، بحيث يمكن لعضو في مجلس النواب أن لا يحضر أبدا، وتلك هي الوسائل التي أشرنا أليها آنفا!
أحد الخبثاء، نذر أنه سيذبح ثلثمائة طلي لوجهه تعالى، إذا أنعقدت جلسة للمجلس بحضور ثلثمائة نائب، أما الـ (28) الباقين فهم الطلقاء!
كلام قبل السلام: هل لاحظتم أن ثمة تناسب عكسي، بين مقدار الألم والشعور به، كلما زاد الألم قل الشعور به..!
سلام..
أقرأ ايضاً
- من زهد فيكم فأنتم فيه أزهد! الأسباب الحقيقية وراء فك إرتباط ألوية العتبات من الحــ.شد الشــ.عبي
- ابناء الطلقاء ؟؟