بقلم: قاسم العجرش
تمثل الكتابة بالشأن السياسي معضلة بذاتها، ففضلا عن إشتراطاتها المعرفية، التي يجب أن يتوفر عليها الكاتب، إبتداءا من إفتراض إطلاعه الواسع، بحيط ما يريد أن يكتب عنه، يتعين على الكاتب أن يمتلك أدوات فنية، ومقاييس لا يعرف عنها كثير من الذين ولجوا علم الكتابة حديثا.
ليس هناك كلام جميل في عالم الكتابة السياسية، لا سيما إذا أردنا أن نكتب بصدق، لأن الكتابة بصدق، تعني أن تقول للأعور أن عينك عوراء، ولا تقل له أن عينك كريمة، كما دأب العرب في أشعارهم.
الصدق له ثمن يتعين عليك ككاتب أن تدفعه، وهو ثمن يتناسب طرديا مع حجم الصدق في كلامك، إذا قلت كلاما صادقا, فإذا كنت ممن لا يجيدون النفاق ومسح الأكتاف، ورفضت التزييف والتحريف، وإذا كنت تعرف كيف تستخدم أسئلة الإعلام الستة، (ماذا؟ ومَنْ؟ ومتى؟ وأين؟ وكيف؟ ولماذا؟)، وتوظفها توظيفا صادقا في كتاباتك، وإذا لم تكن يوما من المداهنين، ولا من أصحاب أنصاف المواقف، فعلى الأغلب أنك ستعيش بحد الكفاف، على قاعدة: باقة لا تحل، خبزة لا تثلم ,كل حتى تشبع!
فإذا كنت تكتب عن رؤى خلاقة، تستند الى فكر حقيقي، وتؤمن بالموضوعية، وتقول الحق ولو على نفسك، وترفض التطرف والغلو، لأنك تحمل في داخلك قلب يحلم بالقيم والجمال، ومشروع إنسان يريد التعايش السلمي، فأذن بحرب ظروس، يشنها عليك الماركسي المتطرف، والليبرالي الجشع، وقبلهم المتدين الجاهل، الذي تنتمي وإياه الى دين واحد، بل وربما مذهب واحد!
في عالم كتابة الحقيقة، ثمة ألف فأس وفأس بإنتظار رأسك! وقبل أن تكتب بصدق، عليك أن تتذكر أن لك عيال، فلا تفجعهم فيك، لأنك لن تستطيع أن تحيا، في مجتمع لا سيادة فيه للضمير، و ترفع به الفأس فقط، لإجثتات الشجرة الوارفة الظلال، وتلقى فيه الخطب، لشرعنة الفساد والاستبداد السياسي، وأعراف الهيمنة والإستعلاء.
لذلك عليك أن تمشي جنب الحائط، بأن تقول أنصاف الحقائق، وأنصاف المعلومات، وإياك أن تسدي نصيحة لمسؤول، أو قائد تيار سياسي، أو متزعم لعصابة أسمها "حزب"، فمن أنت حتى تسديها، لمن يجد نفسه نصف إله!
كلام قبل السلام: تذكر دائما سيدي الكاتب بصدق، أنك عراقي في العراق، وليس في المهجر، ففي العراق ثمة قادة سياسيين، يرون أن الديموقراطية، تعني أن تكون واحدا في قطيع، تصفق لشعارتهم، وأن تكون سوادا في إحتفالياتهم الباهتة..!
سلام..
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!