إن عملية تبنّي العتبات المقدسة لإقامة الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفكرية خطوة جبارة في دعم الواقع الثقافي وتسيير حركة الإبداع، وتشهد مدينة كربلاء المقدسة على مدى ست سنوات متتالية تبني الأمانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين مهرجانها الثقافي العالمي الذي أخذ من ربيع الشهادة عنواناً تمتزج فيه دماء الإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) مع كل قيم الفداء والإنسانية السامية وها نحن اليوم على أعتاب المهرجان السادس الذي ضم كل طوائف العالم واجتمعت تحت خيمة الإمام الحسين (عليه السلام) والذي أصبح اليوم مركز استقطاب فكري وثقافي حافل بالعطاءات.
[img]pictures/2010/07_10/more1279357111_1.JPG[/img][br]
وعن فكرة إقامة هذا المهرجان منذ لبناته الأولى وحتى هذا العام السادس وتحدث لمراسل موقع نون (علي الصفار) أحد العاملين في العتبة العباسية المطهرة وعضو اللجنة التحضيرية لمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي قائلاً: \"إن فكرة إقامة مهرجان عالميّ باسم الإمام الحسين (عليه السلام) فكرة كانت تراود بعض الأخوة العاملين في العتبات المقدسة في مدينة كربلاء، وهذه الفكرة ليست بجديدة بل كان هنالك حلم للجميع بأن يقام مهرجان للإمام الحسين ولأهل البيت (عليهم السلام) يضم فعاليات فكرية وثقافية واسعة تليق بمناسبات ولادة الأنوار الشعبانية الخمسة، ولكن في تلك الظروف كان هذا الأمر صعب تحقيقه نتيجة للنهج الظالم الذي كان ينتهجه النظام السابق في حق أتباع أهل البيت (عليهم السلام) ومع ذلك فقد كان هذا الحلم يراودهم جميعاً\".
ويتابع حديثه، \"بعد أحداث عام 2003 كان للعتبات المقدسة في كربلاء إشعاعة الفكر في انطلاق الفعاليات والمهرجانات والشعائر الحسينية على كافة المستويات، فكانت حافزاً لإقامة المهرجانات الكبرى، وقد طرح بعض الأخوة حينها فكرة إقامة مهرجان عالمي في ذكرى ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) والتي تصادف الثالث من شعبان المعظّم، طبعاً كانت الظروف التي يمر بها العراق صعبة جداً ولكن كان هنالك إصرار على أن ترفع راية الإمام الحسين (عليه السلام) فوق كل هذه الظروف لتكون راية يلتف حولها الجميع، وقد عرضت هذه الفكرة على إدارة العتبتين المقدستين والمتمثلة بسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والسيد أحمد الصافي (دام عزهما) وبوجود هذين الشخصين ببعدهما الفكري والحوزوي والثقافي ومواقفهم المشهودة فكانا الداعم الرئيسي والجهة الراعية المباشرة لإقامة هذا المهرجان، وقد تمّ إعداد دراسة كاملة من قبل لجنة شُكلت في حينها بإشراف أصحاب السماحة وعلى ضوئها تقرر أن يقام مهرجان عالمي تحت اسم ربيع الشهادة وفعلاً نجحت تلك الجهود الجبارة وأقيم أول مهرجان في ذكرى ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) في الثالث من شعبان المعظم سنة 1426 ولمدة ثمانية أيام، وكان له الوقع الكبير والحضور الجماهير الرسمي والشعبي في تلك السنة\".
[img]pictures/2010/07_10/more1279357111_2.JPG[/img][br]
ويضيف الصفار، \"رغم الظروف الصعبة التي تكلمنا عنها فقد كان هنالك وفود من ست دول شاركت في فعاليات المهرجان ومنها (الكويت، البحرين، إيران، لبنان،...) وكان لها مشاركات وفعاليات متعددة فضلاً عن المشاركات الكبيرة من داخل العراق والتي شملت مشاركات لطوائف وديانات مختلفة فقد اشترك (المسيح والمسلون والصابئة والكرد والتركمان والعرب)، وخرج هذا المهرجان الكبير وقتها برسالة واضحة إلى العالم بأن العراق صفحة بيضاء ناصعة وإن ما يجري في العراق هو تدخلات خارجية وأزمات ستنتهي بحكمة المرجعية الدينية الرشيدة والمخلصين من أبناء الشعب العراقي\".
[img]pictures/2010/07_10/more1279357111_3.JPG[/img][br]
ويختتم حديثه بالقول، \"تعددت فعاليات مهرجان ربيع الشهادة على مدى الخمس سنوات الماضية بدأ بحفلي الافتتاح والاختتام والأمسيات القرآنية ومعارض الكتاب والفن التشكيلي ومعرض الصور والشعر العمودي والشعبي والبحوث والدراسات وندوات للمرأة المسلمة، إضافة إلى إقامة مؤتمر أكاديمي متميز على مدى ثلاث سنوات بحضور شخصيات مثلت أربعة عشر جامعة عراقية، وها نحن اليوم ندخل في مهرجاننا السادس الذي نتمنى أن يستمر وأن نقيم لكل من أئمتنا الأطهار مهرجاناً عالمياً لأنهم النور الذي يقتبس الجميع من فكره وثقافته ويوصله إلى العالم\".
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- السياسيون يتبارون بـ"التسريبات".. والحكومة تشكو "الاستهداف"