- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل وقع العبادي في فخ التحالفات؟
د. غالب الدعمي
لغاية كتابة هذا المقال بات من المؤكد وفي الوقت بدل الضائع إعلان أئتلاف العبادي مع تيارات الحكمة والمجلس الأعلى والتيار الصدري وائتلاف الفتح الذي يتزعمه هادي العامري مع أحد عشر فصيلا آخر برعاية إيرانية واضحة بعد اجتماع التيارات المذكورة مع القائد الإيراني سليماني، وثمة توقعات بشأن خارطة تحالفات أخرى ستتكون بعد إعلان نتائج الانتخابات، وفي ضوء مراجعة سريعة لولاء هذه الجهات نجد أن التيار الصدري لن يفك عقد الشراكة مع العبادي وسيبقى معه للأخير سواء انظم فعلياً مع تحالف النصر أو بقي في تحالفه مع التيار المدني، في حين أن المناصب التي سيحصل عليها تيار الحكمة هي من ستقرر في النهاية بقائه مع ائتلاف النصر أو مغادرته، وسيكون للتأثير الإيراني دور كبير في رسم خارطة تحالفات الفتح والمجلس ومن معهما ولن يخرجا من هذا الـتأثير.
تحالف المالكي بدوره يتحين الفرص للايقاع بالعبادي والتخلص منه بأية طريقة كانت عبر تحالفات سيسعى لتشكيلها بعد الانتخابات عن طريق الضغط من بوابه اصدقائه (بدر والمجلس الأعلى) وهذا خيار مستبعد كون أوراقه قد أحترقت تماما وتخلى عنه الجميع وسَتُحَدد عدد المقاعد التي سيحصل عليها مدى تأثيرة في الساحة السياسية المقبلة.
وقد تعمل أيران على أنشاء تحالف يضم إئتلاف فتح والمجلس الإعلى ودولة القانون وبعض الكتل الصغيرة والتحالف مع ائتلاف سليم الجبوري وبعض القوى الكردية التي تقع تحت تأثير ايران؛ لتشكيل الحكومة المقلبة، لكن هذا الخيار سيصطدم بالإرادة الأمريكية، لذا يمكن لإيران أن تلجأ له لكي تجبر الولايات المتحدة على التفاوض معها في ملفات عالقة منها ما يتعلق في شكل الحكومة المرتقبة وفرض اجندتها الخاصة مما سيبقي الحكومة المنبثقة عن هذه الاتفاقات عرجاء وتخضع للمحاصصة بأبشع معانيها.
الكتل والاحزاب الكردية ستكون منقسمة على نفسها ولن يكون لها تأثير في تشكيل الحكومة كما كان في الحكومات السابقة وربما سيكون لائتلاف برهم صالح والتغير وتيار الجيل دور حاسم في التحالف وهي الأقرب الى العبادي من الديمقراطي الكردستاني والوطني الكردستاني وفي كل الأحوال فأن الحزبين الرئيسين في كردستان لو حققا نتائج مهمة فأن تحالفهما سيخضع للتأثير الأمريكي وهو في أمان تام ولا خوف منه، وأن تأثيرهما في المعادلة السياسية سيتراجع في حالة عدم حصولهما على مقاعد مناسبة.
ان دخول العبادي في هذا التحالف محفوف بالمخاطر لانه سيخضعه للتفاوض بعد الانتخابات وسيقع في الخطأ نفسه الذي وقع فيه سلفه نوري المالكي بعد انتهاء الولاية الأولى عندما تحالف مع جهات حصدت الأصوات لأنها انظمت لقائمته حين كان يحظى بتأييد شعبي كبير لدى انتصاره على القاعدة، وبسطة النظام في المحافظات الجنوبية والوسطى، وقد تخلت عنه هذه الكتل مجبرة تحت تاثير النفوذ الإيراني على بعضها وتأثير النفوذ الامريكي على بعضها الأخر وبالنتيجة خسر الولاية الثالثة حين كرر تحالفه معها.
والعبادي من جهته لو أنه رشح في تحالف لوحده فأنه سيحصد الاصوات ويحقق نتائج كبيرة في المحافظات الشيعية كما ستحقق القوائم السنية المتحالفة معه نتائج كبيرة بغض النظر عن الشخصيات التي تنتمي اليها، لا سيما بعد الضعف الذي أصاب كثير منها والتي كانت فاعلة في الساحة السنية
واليوم أعلن خيبتي بأن طريق العبادي في الحصول على الولاية الثانية لم يعد مفروشا بالسجاد الأحمر بل فيه عقبات كثيرة وصعوبات ليس من السهل التكهن بها كونه ربط مصيره بالقوى الخارجية التي تسعى جاهدة للحفاظ على وجودها أكثر من سعيها لدعم اشخاص ولدينا أمثلة كثيرة منها رئيس الوزراء السابق الذي تخلى عنه الجميع ولم يعد له أمل بالعودة إلى منصبه لكنه سيبقى تحت بند الاستثمار من بعض القوى للتلويح بعصاه وتحقيق مآربها عن طريقه، وقبله اياد علاوي والجعفري
وبمعنى آخر فأن كلا من إيران والولايات المتحدة ليس لديها اصدقاء مقدسون بل لديها مصالح مقدسة وعن طريق العراق يمكن لكل منهما فرض إرادته على الآخر وليس بعيدة التظاهرات التي خرجت في الشهر الماضي كأحدى الملفات التي سيتم تصفيتها على دماء العراقيين
والشيء الأدهى أن يكون هذا التحالف حصل بدعم كل من الولايات المتحدة والجمهورية الايرانية.
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟