- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تيار الحكمة والخيارات الصعبة !!؟
بقلم:محمد حسن الساعدي
أعلن يوم السبت عن تأسيس تيار الحكمة برئاسة السيد عمار الحكيم، ويأتي هذا الإعلان بعد إعلان خروج الأخير من المجلس الأعلى الإسلامي، حيث تمت عملية الانفصال بانسيابية عاليه، لم تعهدها الأحزاب والتيارات الإسلامية، فعدها المتابعون خطوة إيجابية باتجاه التغير في المشهد السياسي، والسعي إلى تبديل صوره التحالفات القادمة وبما يحقق الخروج من وحدة الصف الشيعي إلى الصف الوطني وبما يحقق الصورة المتكاملة للمشهد السياسي، كما أنه يمثل الخطوة الثانية نحو تحقيق حكومة الأغلبية السياسية وولادة المعارضة السياسية، وهذا بحد ذاته يمثل مشهد سياسي متميز يمكن أن يجعل العملية السياسية ترتكز أركانها وتثبت بنيانها، وربما هناك من يعتقد أن هذه الخطوة تمثل أثراءاً سياسياً، ويكون مكسب كما يراه المراقبون، فان مثل هذه الخطوة يمكن لها أن تكون اللبنة الأولى في التأسيس لتيار سياسي جديد في البلاد، وبما يحقق طفرة نوعيه باتجاه الديمقراطية، الأمر الذي يجعلنا أمام متغيرات جديدة ستشهدها الساحة السياسية تتمثل بالانتخابات القادمة، والذي يعتبر نقطة الانطلاق نحو مشهد سياسي جديد من جانب، وبناء تحالفات جديدة.
الحكيم وتياره الجديد بدأ بخطوات صعبة في خروجه من المجلس الأعلى، وهذا يعتبر بحد ذاته بناء من الأساس، وإعداد هيكل تنظيمي جديد وإعداد كوادر وقيادات جديدة بما تتلاءم والمرحلة القادمة، كما انه وفي نفس الوقت يمثل تحديا في إثبات الوجود، والاستعداد لخوض الانتخابات القادمة بتحالفات جديدة ورؤى جديدة، الأمر الذي دعا جميع الأنظار نحوه حركة تيار الحكمة وقيادته الثابتة، وخطوات عملها السياسي المستقبلي.
الحكيم أستطاع من تخطي العراقيل والضغوطات السياسية جميعها، إلى جانب الضغوط الإقليمية والسعي الجاد من تغيير لون المشهد السياسي عبر ضخ دماء جديدة للمشهد السياسي، الأمر الذي تابعته القوى السياسية بجدية في هذا التحول السياسي اللافت، الذي لا يمكن للقوى السياسية أن تعمل بكل ما تملك من قواعد جماهيرية في هذا التحول، الأمر الذي يجعل المشهد القادم محتدم ولافت، كما أن الحركة السياسية للحكيم لم تتأثر بأي متغير على الأرض، فنتابع الزيارات واللقاءات التي يقوم بها الأخير في مكتبه، ولقاءه جميع القوى السياسية سواءً على الصعيد المحلي أو الإقليمي والدولي.
أعتقد وكما يرى العديد من المراقبين، أن التيار الشبابي الجديد، لم يتكأ على مفاهيم الإرث أو النسب أو الشخصيات، أو الرموز، بل تعداه ليكون تياراً يثبت وجوده من خلال عمله، ومن خلال علاقته بالجمهور، والتي أعتقد انه في اختبار حقيقي في طريقة تعاطيه مع الجمهور، ونزوله إلى الشارع ليثبت الحكيم وتياره الشعارات التي أطلقها سابقاً أو يطلقها وهو مقبل على المشاركة في الانتخابات القادمة، والتمسك بشعاره " خدمة المواطن شرف لنا ".
أقرأ ايضاً
- مقابلات المرجعية الدينية الشريفة...رسائل اجتماعية بالغة الحكمة
- التيار الصدري، الاطار التنسيقي، التشرينيون، رئيس الوزراء الحالي .. الى اين؟
- التيار يثقب الإطار ويمرر القرار