- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المقومات المرجعية للمواطنة الحقيقية..سادساً : نسبية الأخطاء لا عموميتها
عمار جبار الكعبي
المجتمعات لا تخلوا من قدوات وقادة، لهم تأثيرهم الذي لا يقتصر على توجيه الرأي العام، وإنما بتحديد مساره الكامل وتحديد مصيره، ومحاولة تشويه صورهم واضعاف مكانتهم اجتماعياً لا يخلوا من الخطورة، كوّن تشويه صورة إنسان عادي لا يتجاوز تأثيرها وضررها عليه اضافة الى المقربين منه، بينما مثل هذه الشخصيات تمتد مضار تشويه صورتها الى فئات كبيرة تنظر لهم بتوقير واحترام، وسلبهم هذه الصورة لا يضرهم بقدر ما يضر هذه الفئات التي ستنهار ثقتها بقدوتها، مما يساهم بتمزيق سلم القيم الاجتماعية، كوّن المجتمع يربطها بمثل هذه الشخصيات ولا ينظر لها على انها مبادئ لا يمكن شخصنتها.
الفئات ذات التأثير الاجتماعي المهمة، كالمعلمين والقضاة يكون لهم مكانة تختلف عن غيرهم، كوّن أهميتهم متأتية من سمعتهم وتأثيرهم، وسلبهم سمعتهم التي تعتبر عماد وظيفتهم يجعل منهم فاقدي التأثير، بسبب اخطاء استثنائية لبعض الأشخاص، وسواء أكانت هذه الأخطاء متعمدة أم لا، فليس هنالك اَي مسوغ لتعميمها وتشويه صورة كل من يشترك معهم بصفة العمل، وإلا فلا توجد فئة أو وظيفة تخلو من أشخاص يسيئون لها، وبالتالي فسمعت الجميع ستذهب ادراج الرياح، مما يفتح الباب على مصراعيه لاسقاط اَي شخصية ستقف بوجه الفساد، لما للمجتمع من قابلية تقبل الشائعات على انها حقائق وان كانت بلا ادلة!.
ينطبق هذا الامر على ما يتم وصفهم في الاعلام المغرض بالمتدينين، مبدئياً لا يمكن نكران وجود من استخدم الدين لخداع الناس أو تحقيق مصالحه الخاصة، من خلال ارتداء ثوب الدين أو المبالغة بأظهار التدين، للتدليل على أحقيته أو أخذ ما ليس له، وهذا نتفق فيه جميعنا وبدون استثناء، ولكن محاولة تسقيط كل مسلم متدين بحجة زيف الجميع، واستخدام كلمة متدين كمرادف للسارق أو المنافق هو ما نرفضه، لانه يحمل في طياته اتهام لكل مسلم ولكل متدين من دون إثبات اَي جرم أو عمل سيّء، وانما دليل خيانته ونفاقه هو تدينه وهذا ما يحاول تعميمه بعض الناقصين!.