بقلم نبيل طامي المسعودي
حينما ننظر على حالة الإصرار التي ينتهجها مسعود في إقامة ما يسمى بالاستفتاء الرامي إلى انفصال أراضي شمال العراق لإقامة دولة كردية عليها، تراودنا الكثير من الأسئلة ومجملها يتعلق بما سيحصله مسعود من مكاسب وليس الأكراد، فمسعود يعيش الآن في خريف العمر وهو يحاول جاهدا العودة إلى الربيع اعتمادا على استفتاء يجعل منه بطلا قوميا ومدافعا عن قضايا الأكراد في العالم، فمسعود حينما كان رئيسا معترفا به من قبل جميع الأحزاب الكردية وكان حينها يسرق ويهيمن على الثروات كيفما يشاء هو وزبانيته لم تخطر في باله هذا الفكرة ولكنه كما يبدو كان يختزنها لمثل هكذا ظروف وحينما يصبح على شفا حفرة من السقوط، وها هو اليوم وحينما ضاقت به السبل استجمع كل قواه الشوفينية والعنصرية ليطلقها تحت مسمى الاستفتاء، ليخدع به أهلنا في الشمال ويضع باقي الأحزاب الكردية أمام امتحان صعب بين الرفض فيصبحوا خائنين للقضية أو القبول بمشروع انتحاري سيجلب الولايات عليهم على أهلهم، ونحن لو أردنا أن نلقي الضوء على مخاطر الاستفتاء على أهلنا في شمال العراق، لوجدنا إنها تفوق منافعه كثيرا، فالأوضاع هناك مسيطر عليها من قبل ميليشيات حزبية متنفذه وقادة سياسيين أثروا على حساب الصالح العام، وهؤلاء سيصبحون، فيما إذا ما أضحت في شمال العراق دولة، أبطال قوميون وسيتسلطون على رقاب الناس كونهم سيقولون لهم نحن الذين حررناكم من سيطرة الحكومة العراقية، وحينها سيكون هنالك تدهور كبير في الجانب الاقتصادي ربما سيصل إلى مرحلة الانهيار، وأما فيما يتعلق بالجانب الدولي فنحن نلاحظ ان الاعتراف بدولة "كردستان" لم يأتي سوى من طرف واحد معروف النوايا والتوجهات ألا وهو " الكيان الإسرائيلي " فهذا الكيان من مصلحته أن يوجد شرخا في العراق كونه يعرف من هو العراق ومن هو شعب العراق، ودون ذلك نجد إن الرفض جاء من كافة الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، ويبقى الرفض التركي والإيراني هو الأهم، فهاتان الدولتان جارتان لمناطق الشمال وقبولهم للدولة الكردية في حكم المستحيل وحينها سيكون من الصعب على دولة مسعود المزعومة أن تتعامل مع العالم الخارجية وهي محاطة من الأعداء في كل جانب، بعض الساسة الأكراد بدؤوا يروجون إلى إن فكرة الاستفتاء هي مجرد معرفة للرأي العام الكردي في أنهم هل يقبلون في البقاء ضمن عراق فدرالي اتحادي أم يلجئون إلى إقامة دولة مستقلة، وان أمر تشكيل الدولة ربما يتأخر أشهر أو عدة سنين، بحسب رأيهم، وباعتقادي إن هؤلاء يحاولون مسك العصا من المنتصف، ولذا وبعد كل ما أسلفنا من القول فعلى الحكومة العراقية أن تتعامل مع الاستفتاء على انه تحدي للحكومة المركزية ووفق ذلك يجب أن يتم التعامل مع كردستان في حالة أقيم الاستفتاء وتم التصويت بكلمة نعم وهذا مؤكد في ظل تحشيد مسعود وزبانيته إلى ذلك أن يتم التعامل كالتعامل مع الناشز وحكم الناشز، يكون بقطع النفقة والكسوة والمسكن عنها حتى ترجع إلى طاعة زوجها "العراق" ومدة ذلك تكون مقرونة بعودة المنفصلة إلى حضن زوجها أو يكون الافتراق نهائي، فالحكومة العراقية يجب أن تكون حازمة في هذا الأمر وأن توقف هذه المهزلة المدعومة من قبل أعداء العراق والمنفذة من قبل مسعود البارزاني الساعي إلى تقسيم العراق والساعي إلى حتف أهله وهم أهلنا في شمال العراق..
أقرأ ايضاً
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر - الجزء الثاني