- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
انتماء الاعلامي لبني اسرائيل من حيث لا يشعر
سامي جواد كاظم
مخطئ من يعتقد ان التراث الاسلامي اغفل جوانب عديدة من الحياة بحكم التطور والعمران الذي شهدته بلدان العالم، والتطور المادي شيء والثابت الاخلاقي شيء اخر، فالاخلاق لا تتطور ومن ثباتها تتطور الامم.
والخبثاء يفكرون بدهاء لانعدام الحياء وعدم الخشية من رب السماء، ولهذا نجد اكثر اساليبهم في معاداة الاسلام العمل على ما حذر منه الاسلام، ومن هذا المنطلق كان لاهل بيت النبوة عليهم السلام حضورا متميزا في استنهاض الامة خلقيا وتنبيههم الى ما يغفلون او غفلوا عنه، ومن اهم روائعهم هي اشاراتهم الى تفسير القران بشكل عصري يتماشى ومستحدثات عصرهم، بل ان هنالك بعض التفاسير للايات القرانية اهملت او بسبب حرق السنة اصبحت مجهولة.
في كثير من الروايات يشير الائمة عليهم السلام ان القتل ليس بالضرورة ازهاق روح بل احياء باطل او ابتداع سنة وضلالة مسلم هو القتل بعينه، وهنا اشارة لطيفة الى اية قرانية لربما تثير الشكوك لدى البعض بخصوص بني اسرائيل وكيف هم قتلوا الانبياء المرسلين اليهم وبهذا الصدد سئل الامام الصادق عليه السلام عن هذه الآية: " ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " قال عليه السلام: والله ما قتلوهم بأيديهم ولا ضربوهم بأسيافهم ولكنهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلا واعتداء ومعصية.
اذاعوها هي على وجهين الاول كشف اسرار ما لا يجب ان يعلم به احد فادى الى قتلهم او اذاعوا عنهم اخبار كاذبة فادت الى قتلهم، وهذا الاسلوب الاسرائيلي ليس بالضرورة ان يكون حصرا بعصر بني اسرائيل بل لكل من يعتمده في التعامل مع الانبياء والاولياء واتباع الاولياء وهذا هوعصرنا، فتجد اكثر من ثلث وسائل الاعلام على الكرة الارضية تدار بعقول واموال يهودية
كم وسيلة اعلامية تتوخى الحذر وتتمسك بالصدق في نقل الخبر الذي لا يسيء لاطراف العلاقة ؟ بل ان الـ ((عاجل)) اصبح لا يخضع لا ي ضوابط شرعية او اخلاقية فانه يكون في الاغلب الاعم فضح سر او تلفيق كذبة والنادر فيه يكون صادق وللصالح العام.
نظرة سطحية للفضائيات والمواقع الالكترونية وبالخصوص التي تحمل صفة اسلامية ستجدها معول هدام للمجتمعات البشرية من خلال بث اخبار كاذبة او محرفة تؤدي الى تمزيق النسيج المجتمعي وكان لها ما ارادت في بعض الدول.
والحاقا بالاذاعة التي قصد منها التشهير هنالك روايات حاسمة وقاصمة لمن يمتهن الاذاعة ولا يتحلى بالاخلاق الاسلامية، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أذاع علينا شيئا من أمرنا فهو كمن قتلنا عمدا ولم يقتلنا خطاء، أي هو الذي يذيع نشاطات الائمة عليهم السلام التي تثير الكره والعداوة لدى حكام عصرهم، ورواية الامام الكاظم عليه السلام مع ابن اخيه الذي اراد السفر فعلم به الامام الكاظم عليه السلام بانه سيلتقي بهارون ويفشي سرهم، وبالفعل حدث ما توقعه الامام فقال لهارون ان في الارض خليفتين فغضب هارون وسال من هو الاخر فقال له الامام الكاظم حيث تجمع له الاموال ويلتف حوله الناس.
هذه المعايير التي ان لم يعمل بها الاذاعي أي يحاذر من اذاعة ما لا يمكن اذاعته حتى وان صح بحكم الاثر المترتب عليه من سلبيات على اصحاب الشان فانه يكون قد شارك بما لحق بالمتضرر من اذى