حجم النص
بقلم:حسن كاظم الفتال الإجتماع الدوري في أية مؤسسة تعريفه: هو تواجد أكثر من شخصين أو ثلاثة للتداول والتباحث بقضايا معينة أو للتشاور في وجهات النظر أو إبداء الرأي الصائب والقول السديد وعرض المقترحات ومناقشتها . وهو أي الإجتماع وسيلة مهمة وفاعلة في الوقت نفسه للمشاركة الجماعية للإستفادة من خبرات البعض خصوصا ممن لا يتسنى لنا التعرف على خبراتهم خارج هذا الإطار. وهو وسيلة للتنسيق بين مختلف المستويات الدنيا والعليا ويتم من خلال الإجتماع دراسة موضوعات كثيرة مما يطرح للنقاش تنظيرية كانت أو عملية تطبيقية. ويُختار منها كل ما هو نافع ومفيد. وليس بالضرورة أن تسفر كل الإجتماعات عن نتيجة مثمرة أو تكون ذات جدوى. لذلك نادرا ما تجد اجتماعا حقق هدفا أو أهدافا من تلك التي عقد الإجتماع من أجلها. ولعل أحد أهداف عقد أي اجتماع هو تقارب وجهات النظر والإتفاق عليها وكسب رضا أكبر عدد ممكن على استراتيجية عملية معينة يحددها الكل أو الفرد مما يسهم بالنهوض بواقع المؤسسة أو المنظمة المدنية. ولعل من أهم عناصر تحقيق نجاح كل اجتماع هو التئام أكثر عدد من المجتمعين والرغبة في الإتفاق على ما تتضمنه نقاط الإجتماع. معظم العاملين في المؤسسات المدنية أو الدينية تستهويهم كثيرا فكرة عقد اجتماعات دورية أسبوعية كانت أو شهرية أو حتى فصلية. اعتقاداً منهم بأن الإجتماع سيتيح لهم فرصة اللقاء بالمسؤول سواءً المباشر أو الأعلى ليتسنى لهم طرح ما لديهم من أفكار مما يرونه نافعاً أو مفيدا لتطوير عمل المؤسسة سواءً تقديم مقترحات أو تبادل وجهات النظر أو تشخيص مواطن الخلل في العمل وإيجاد حلول أو معالجات تسهم في النهوض بواقع المؤسسة وتنسجم مع طموح ما يعلن عنه في النشرات الدورية أو الكتب الرسمية أو غير ذلك ويشترط عقد بعض الإجتماعات وضع مواعيد محددة مسبقة مثلما يستلزم إعداد جدول أعمال تحدد فيه النقاط التي سيتم مناقشتها مسبقا. مثلما نلمح أن بعض العاملين في المؤسسات يرغبون في عقد الإجتماعات كذلك نجد قسما إن لم نقل معظم المسؤولين يستكثر على نفسه عقد مثل هذه الاجتماعات أو لا يولي لها أي اهتمام. أو ربما تشغله الغفلة والسهو. والبعض الآخر يحدد الإجتماع لكنه سرعان ما ينقض عهده فيلغي الإجتماع قبل موعد انعقاده أحيانا بقليل لأي طارئ أو لأي سبب بمزاجه.ولكن.لو حضر سيادته ولاحظ غياب البعض فإنه يتذمر أشد التذمر وينزعج أشد الإنزعاج وربما يصدر عقوبات بحق من تغيب عن الاجتماع. ويتقمص بقميص الدكتاتورية المهذبة. لذا فإننا نجد في الإجتماعات تتسع ساحة المزايدة خصوصا حين يزداد حضور المنتفعين أو المستغلين أو الانتهازيين المستفيدين من كل جلسة. ومن المؤكد أن لكل منا قصة تروى عن اجتماع حضره. في أحد الإجتماعات لمؤسسة معينة أخرج أحد الحضور جهاز الموبايل ونقر على زر التسجيل ووضع الجهاز أمام المسؤول المتحدث. وحين انتهى الإجتماع. خرج شخص آخر وطلب أن يُسمِعَه التسجيل فبادره بالقول: لقد حذفت التسجيل.وحين سأله عن السبب أجاب قائلا: لم أسمع شيئا جديد فإن كل ما طرح هو مكرر ولعله ممل. ترى هل هي هكذا الإجتماعات ؟ أو هنالك اختلاف بين مؤسسة وأخرى. هل إن ما يدور أو يطرح في الإجتماعات فعلا هو ليس بجديد ومكرر؟ ولماذا يحصل ذلك ؟ وهل هذا العامل في هذه المؤسسة حقا لم يكتشف من قبل هذه الحقيقة ؟ أم أن مسألة ما رفعت عن عينه الغشاوة على حين غرة ؟ أين كان خلال فترة تواجده في هذه المؤسسة منذ سنوات أما كان بوسع هذا المكتشف لهذه الحقيقة أن يعبر عن رأيه بكل صراحة ؟ وبوعي وإدراك ؟