سامي جواد كاظم ابن حجر - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة والطور - رقم الصفحة: (465) [النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد] - قوله: (سورة والذاريات - بسم الله الرحمن الرحيم):....وأخرجه عبد الرزاق من وجه آخر، عن أبي الطفيل،قال: شهدت علياًً وهو يخطب وهو يقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن ما سيكون إلى يوم القيامة إلاّ حدثتكم به وسلوني، عن كتاب الله فوالله ما من آية إلاّ وأنا أعلم أبليل أنزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل.... هذه العبارة الشهيرة للامام علي عليه السلام فيها تساؤلات مهمة، وهي لو قال الامام علي سلوني قبل ان تفقدوني فهل هذا يعني ان لديه علوم لا يعلم بها الائمة من بعده؟ اليس الروايات الامامية تؤكد على ان العلوم انتقلت من النبي محمد (ص) الى الامام علي عليه السلام الى من بعده حتى الامام الحجة عليهم السلام اجمعين؟ فما المغزى من قوله قبل ان تفقدوني؟ سؤال وجيه وللاجابة عليه بعدة توقعات ومنها: اولا: قوله هذا يعني ان اجابته عن العلوم التي يسال عنها تكون اوثق من ابنائه واحفاده بميزة ان الامام علي يعتبر عند اهل السنة من الصحابة فتكون اجابته افضل من التابعين وتابعي التابعين باعتباره عاش مع رسول الله صلى الله عليه واله. ثانيا: تاكيده على ايات القران ليؤكد علو منزلته بين صحابة رسول الله فيما يعلم ويجهلون، ولاننا اعتمدنا الرواية بالمصادر الموثقة لاهل السنة والجماعة، فانها موثقة ولا يزاحمه او يشاركه احد من الصحابة، وان القران الذي جمعه فيه من العلوم والتاويل ما لايعلم به احد غيره من الصحابة ثالثا: قد تكون غاية الامام علي عليه السلام من حديثه هذا هو لمعرفة ما كانوا يجهلون مع رسول الله او ما يعيشونه من احداث فيكون الامام علي عليه السلام هو الاوثق في الجواب بحكم ملازمته لرسول الله وكونه نفس رسول الله بدليل اية المباهلة. رابعا: لا يمكن لنا ان نشك بان الائمة من بعده لا يعلمون ما يعلمه الامام علي عليه السلام وبدليل ان بعض ما يعترض الامام علي عليه السلام من مسائل كان يوكل ولديه الحسنين عليهما السلام في الاجابة بالنيابة عنه