- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ما الجديد في رفض المرجعية إستقبال السياسيين
حجم النص
بقلم:عمار العكيلي منذ سنوات أغلقت المرجعية العليا، أبوابها بوجه السياسيين العراقيين، بعد أن عجزت في نصحهم، وصموا أذانهم عن السماع، فكانت تلك رسالة بليغة، تعبر عن إستياء المرجعية، لأدائهم السياسي، والحكومي الهزيل، وفشلهم في القيادة، وتفشي الفساد. فأنقطع السياسيون عن زيارة المرجع، حتى الجهات السياسية، التي تتبع مرجعية السيد السيستاني، لم يزوروه، فنجد أن السيد عمار الحكيم، كثير مايزور النجف، ويلتقي بالمراجع العظام، لإطلاعهم على المستجدات السياسية، والأمنية في البلد، دون زيارة السيد السيستاني، منذ سنوات عديدة، ولم يثار حول تلك الزيارات السابقة، تشويش وضجة إعلامية. أما اليوم نتسائل، ونبحث عن أسباب، تلك الضجة المفتعلة، يبدوا أن الحدث ألقى بضلاله، على زيارة وفد التحالف إلى النجف، هو الحديث عن التسوية الوطنية، فمن لم تعجبه تلك المبادرة، أخذ يسقط بها، وينتهز الفرص للنيل من رجالها، فأنطلقت الشائعات، وبعضها من زعماء كتل سياسية، بأن السيد السيستاني، يرفض إستقبال وفد التحالف الوطني، وكأن قرار المرجعية، كان جديدا في هذا الشأن، وحسب علمنا، أن وفد التحالف الوطني، يعلم بقرار المرجعية، ولم يكن في جدولهم، زيارة المرجع الأعلى. والشائعة الأخرى التي أخذ بعض الناس يرددها، بأن السيد السيستاني، يرفض مشروع التسوية الوطنية، ما دعا بممثل المرجع حامد الخفاف، توضيح الأمر، فقال ليس من المصلحة، أن يبدي السيد السيستاني رأيا، في هذا المشروع، وعلى القوى السياسية تحمل مسؤوليتها في ذلك، وهذا بحد ذاته ليس رفضا، ولا قبولا، لتعطي المرجعية الحرية للكتل السياسية، في التفاوض حول تلك الورقة، التي ما زالت أفكار قابلة للتعديل، فإن قبلت بها المرجعية، فلا يمكن تغييرها، أو تعديلها، وإن رفضت ستلغى من الأصل. وذلك الموقف هو في غاية الحكمة، وهذا ليس بجديد، على المرجع الأعلى، الذي يتدخل في الأوقات الحرجة، وحين تشتد الأزمات، وتغلق جميع الأبواب، فتدخلت المرجعية عند دخول الإحتلال الأمريكي، وفي معارك النجف، وقطعت الطريق على الولاية الثالثة للمالكي، وكان للمرجعية القول الفصل، في الهجمة الداعشية، وأعلنت تلك الفتوى التاريخية، التي أنقذت العراق وشعبه. في العراق أحزاب عديدة، تتبع مرجعيات عدة، سواء في العراق، أو خارجه، ويصرحون بذلك، وبعضهم من يصرح، بإتباع مرجعية السيد السيستاني، وهذا من باب الإجتهاد، وإتباع الأعلم في المذهب الشيعي. إن أردنا أن نعرف، من هو الأقرب إلى المرجعية العليا،علينا أن نتابع الأقوال، والأفعال، فإن صدقت، فأولئك هم،وإن خالفت، فأولئك هم الكاذبون.