- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الهادي خليفة بغداد الذي قتلته امه خنقا
حجم النص
بقلم:الخبير طارق حرب في سلسلة بغداديات كانت لنا محاضرة في احدى المجالس الثقافية البغدادية عن خليفة بغدادي قتيل وعن ام قاتلة وعن شقيق شارك في القتل اما الام القاتلة فهي الخيزران زوجة الخليفة المهدي العباسي الخليفة الثالث في الدولة العباسية حفيد ابي العباس السفاح وابن الخليفة المنصور باني بغداد والتي انجبت منه ولدين هما الهادي القتيل وشقيقه هارون الرشيد الذي اشترك في القتل ذلك ان المهدي قبل وفاته اخذ البيعة لولديه الهادي اولا وهارون الرشيد ثانيا وخيزران هذه انشأ باسمها الخليفة الرشيد مقبرة الاعظمية الحالية او مقبرة الامام الاعظم حتى انه لم يدفن شقيقته العباسة في هذه المقبرة اي مقبرة امه بسبب ما قيل عن علاقتها باحد البرامكة والخيزران من ربات السياسة والنفوذ والسلطان وسارت على ذلك زمن زوجها الخليفة المهدي وحاولت زمن ولدها الهادي في مشاركتها في شؤون الدولة كما كانت تفعل مع ابيه وكانت المواكب تغدو الى بابها وكان الخليفة الهادي ابنها يجيبها في اول الامر لكنه توقف عن ذلك واما القتيل فهو خليفة بغداد الرابع الخليفة الهادي جده الخليفة المنصور باني بغداد وابوه الخليفة المهدي وشقيقه الخليفة هارون الرشيد الذي تولى الخلافة بعد مقتله وتولى الهادي الخلافة عام 169 هـ بعد وفاة ابيه واستمرت خلافته لاكثر من عام بقليل حيث قتل عام 170 هـ وكان الهادي كغيره من خلفاء بني العباس شكس الاخلاق صعب المراس قليل الاغضاء شديد البطش جريء القلب ذا اقدام وعزم وحزم شجاع جواد له معرفة بالادب والشعر حتى ان مغني تلك الفترة ابراهيم الموصلي اطربه باغنية مطلعها:- سليني اجمعت بينا فاين تقولها اينا صدع الخليفة صاحب بيت المال وقال له خذه فلياخذ من بيت المال ما يشاء اما طريقة قتله فكما تذكر كتب التاريخ ان امه الخيزران امرت جواريها فجلسوا على وجهه حتى مات ودفن ببستانه واذا كان جميع المؤرخين قد اتفقوا على نهاية الخليفة بهذه الطريقة من القتل ونسبتها الى امه الخيزران لا سيما وان تصرفات الخيزران في تلك الليلة تؤيد ارتكابها لهذا الفعل وان كان المؤرخ الطبري قد شذ عن هذا الاجماع عندما قال ان وفاته كانت بسبب مرض القرحة التي اصابت جوفه ولكنه يعود ويعلق على مسألة علاقة الخيزران بقتل ابنها بحيث يذكر في نهاية رايه من انه ينسب الى الخيزران العلم بالمستقبل وهذه دلالة كبيرة على موافقة الطبري للمؤرخين بقيام الخيزران بقتل ابنها الخليفة الهادي. اما سبب القتل فيعود الى ان الخليفة الهادي اراد وضع حد لتدخل امه الخيزران في سياسة الدولة فلقد كانت تامر وتنهي وتشفع وتبرم وتنقض وتفتئت على الخليفة في اموره وتسلك في ذلك مسلكها مع ابيه قبله بالاستبداد بالامر والنهي فارسل الخليفة اليها قائلا:(لا تخرجي من خفر الكفاءة الى بذاءة الابتذال فانه ليس من قدر النساء الاعتراض في امر الملك) ولكنها استمرت في تدخلها في امور الدولة فكانت المواكب تغدو الى دارها فثار الخليفة الهادي وهدد بضرب عنق كل من يرد على بابها وهددها قائلا (ما هذه المواكب التي تغدو وتروح الى بابك في كل يوم اما لك مغزل يشغلك او مصحف يذكرك او بيت يصونك؟!) ويصور ابو الفرج الاصفهاني في كتابه الاغاني ان الخيزران طلبت من الخليفة امرا يعود الى عبد الله بن مالك وكان الخليفة كثير الغيرة فغضب الهادي كثيرا وقال (ويل لابن الفاعلة قد علمت انه صاحبها والله والله لاقضيها) ويلاحظ من العبارات غيرة الخليفة ورفضه الشديد لهذا الشخص وهددها قائلا اياك ثم اياك ما فتحت بابك كذلك فان السبب الاخر للقتل هو ان الخليفة الهادي اراد خلع اخيه هارون الرشيد الابن الثاني للخيزران من ولاية العهد والمبايعة لابنه جعفر وامر الخليفة ان لا يسار امام شقيقه الرشيد فاجتنبه الناس وتركوه وان بعض القواد خلعوا هارون بالفعل وبايعوا جعفر ابن الخليفة الهادي وقالوا لا نرضى بهارون بعد الهادي لذلك خافت الخيزران على ابنها الثاني هارون الذي كان احب اليها من الدنيا بجميع ما فيها بمن فيها ابنها الاول الخليفة الهادي لذلك حصل القتل، قتل الخليفة الرابع الخليفة الهادي من امه الخيزران وبموافقة او بعلم من شقيقه الخليفة هارون الرشيد والذي تولى خلافة بغداد بعد مقتل شقيقه الخليفة الهادي.