حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم اكرر من يريد ان يطلع على بعض الحقائق لما يجري في السعودية فليتابع مقالاتهم وتعليقاتهم على المقال في صحفهم، افضل من متابعة اخبارهم فاغلبها كذب وتهويل ودس. جريدة الوطن لهذا اليوم نشرت مقالا بعنوان " مكارثية الإرهاب ليس سنيا" بقلم شافي الوسعان، من هذا المقال يتضح لنا الى أي مدى يعيش المثقف السعودي في الفراغ الثقافي والى أي مدى يغوص في بحر الظلمات المليء بالاحقاد. عندما تختلف في الراي مع الاخر امر طبيعي ولكن عندما لا تظهر سبب الاختلاف مكتفيا بالسب والشتائم فان هذا يدل دلالة قطعية على ماهية الثقافة التي يحملها الساب. هنالك كاتب يقال عنه في السعودي انه كاتب تنويري هو محمد علي المحمود اقتطع الوسعان هذا المقطع من مقاله "ملايين السنة يعيشون في مناطق نفوذ الحكومة العراقية، وفي الأماكن التي للحشد نفوذ فيها، ولم يحدث لهم شيء (الوقائع الفردية محكومة بظروفها)"، وقال أيضاً: "يخوفون السنة بالحشد وغيره، بينما لو جمعت كل ما اقترفته الفصائل الشيعية وغيرها بحق السنة لن يصل إلى 1% مما فعلته داعش بحق السنة، فضلاً عن غيرهم"، ويضيف قائلاً: "من يتابع الإعلام في معركة الموصل يدرك أن ثمة تدابير احتياطية؛ كي لا تقع أي انتهاكات، نعم داعش ستتعرض للقتل والتنكيل؛ فابكِ إن كانت تهمك!". من مقاله المعنون الوقائع الفردية محكومة بظروفها، هذه العبارة اثارت الوسعان وبدا بالشتائم والتنكيل وطبعا كان لابد له من المرور على نوري المالكي لينال حصة من شتائمه ويستشهد باقواله منها مثلا انصار الحسين يقاتلون انصار يزيد في الموصل، ولا اعلم لماذا انفعل الوسعان عندما وصف داعش بانهم انصار يزيد ؟ فاما هو مع يزيد او مع داعش، وحتى نؤكد تقلب هذا الرجل في كتاباته فانه اعترف في نفس المقال قائلا:"المحمود واحد من الذين لبسوا ثوب التنوير وانخدع به كثيرون، ومنهم كاتب هذه السطور"، يعني انه كان منخدع بالمحمود، والحقيقة ليس منخدع به بل لانه قال رايا يخالف ما يعتقده الوسعان (على وزن السبهان). كان الاحرى به ان يسال المحمود عن رايه وعلى ماذا اعتمد واستند في كلامه هذا ؟ ولاني في العراق واعلم ان ما قاله المحمود هو الحق ولكن كان لابد للكاتب السعودي الغاضب على المحمود ان يطلع على الوسائل الاعلام المعادية حتى يزداد ثقافة ومعلومية ويطلع اكثر ليستطيع ان يرد او يقتنع، اما انك تجهل ما يجري في العراق وتعتمد على العربية والشرق الاوسط فهذا الجهل بعينه لانك غافل بكل ما تحمل الكلمة من معنى الاستغفال. ان الكاتب محمد علي المحمود ليس رافضيا ولا ايرانيا بل هو سعوديا سنيا قال الحقيقة، بل لو اطلعتم على بعض التعليقات التي تكتب على مقالاته ستتضح حقائق اخرى منها مثلا كتب احدهم ان (1500) سعوديا التحق بداعش نتيجة خطابات المنبر السعودي الذي يملا قلوبهم حقدا وشرا فيتجهون الى ساحات الهلاك وليس الجهاد حتى يلتقون بحور العين. هذه الحقائق ان لم يطلع عليها الوسعان ومن على شاكلته فانها تظهر الانحطاط الثقافي الذي عليه اغلب كتاب جريدة الوطن.
أقرأ ايضاً
- التقارب السعودي الإيراني.. أمامه سجادة حمراء!
- كاتب بطران
- الاتفاق السعودي الإيراني خطوة على طريق التعددية القطبية وحل القضية الفلسطينية