إعداد: ضياء الاسدي دائماً ما تحيط بتجربة الحمل الأولى حالة من الجهل بالكثير من الأمور، والمعلومات الجديدة التي قد لا تسمع عنها الحامل إلا عند حدوث حملها سواء من الطبيبة المتابعة لها، أو تحذيرات ووصايا المحيطين بها، ومن ضمن تلك المعلومات أو الأسئلة التي قد تتعجب منها بعض الحوامل سؤال الطبيب عن فصيلة دم الزوج. «وكالة نون » التقت بالدكتور (احمد حمندي) اختصاص امراض الدم السريرية للبالغين في مستشفى الكفيل التابعة للعتبة العباسية المقدسة، للإجابة عن كل ما يتعلق بموضوع فصيلة دم المقبلين على الزواج. مورثات - ماذا يعني تطابق أو اختلاف فصيلة دم الزوجين؟ كانت الفكرة شائعة ان اختلاف فصيلة الدم بين الزوجين ممكن ان يؤدي الى امراض وتشوهات خلقية عند الجنين، فكل الامراض الوراثية هي امراض جينية تحددها الجينات الموجودة في الزوجين، فقد ينتج مرض جيني وراثي والفصيلة متطابقة وقد لا ينتج مرض جيني وراثي مع العلم ان هناك اختلاف في الفصيلة.. ويوجد في الدم بلازما الدم ونسبتها حوالي 50% والباقي هي المكونات الخلوية والخلايا اكثر من 90% من حجمها هي عبارة عن خلايا الحمراء والتي فيها مادة الهيموغلوبين وتحتوي على سطحها مواد بروتينية وهذه الانواع البروتينية الموجودة على الخلايا الحمر.. بعض منها اطلق عليها العلماء اسم فصائل الدم، فتم تسمية قسم من البروتينات عند وجودها، بفصيلة A واذا وجدت بروتينات نوع ثاني تسمى بفصيلة B واذا وجدت الفصيلتان يسمى الشخص من فصيلة AB واذا لم توجد أي من هذه الفصائل يسمى الشخص من فصيلة O، اضافة الى ذلك وجد العلماء مواد بروتينية سميت بـعامل RH وهي توجد عند بعض الاشخاص فيطلق عليه RH+ وبعض الاشخاص لا توجد عندهم فيطلق عليهم RH-. وفصيلة الدم تتكون من جزء حرفي (A-B-O) وجزء إشاري سلبي أو إيجابي (-،+) والعنصر الذي يحدد التطابق أو الاختلاف هو الجزء الإشاري وليس الحرفي. تأثير سلبي - ما مدى أهمية تحديد فصيلة دم الزوجين؟ إذا كانت فصيلة دم الزوجين متطابقة فهذا شيء إيجابي للجنين، ولن تكون هناك أي مشكلة من فصيلة الدم أثناء الحمل، وسيكون وضعه في أفضل حال. وقد يكون هناك اسباب لتشوه الجنين، منها ارتفاع ضغط الدم عند الام او ما يسمى تسمم الحمل عند الام، او بعض الالتهابات والفيروسات التي تكتسب اثناء الحمل وكذلك التدخين جميعها قد تسبب بعض التشوهات.. وملاحظة ان هناك تشوهات خلقية تصيب الاطفال ليست وراثية تحدث مشاكل اما اثناء الحمل او بعد الولادة بفترة قصيرة ومعظمها تؤثر على الجهاز العصبي من ناحية الاحساس والاطراف والكلام.. وهذه الامور معظمها ليس لها علاقة باختلاف الدم بين الزوجين.. إجراءات - ما هي الإجراءات التي يترتب على الطبيب اتخاذها هنا؟ إجراء تحليل لعينة دم المقبلين على الزواج؛ لمعرفة عامل (RH) لهما، فاذا كانت فصيلة الزوجة RH+ فلا توجد مشكلة ولكن اذا كانت فصيلتها RH- فيجب هنا فحص فصيلة الزوج فاذا كانت فصيلة الزوج RH+ وكما متعارف عليه ان هذه صفة سائدة حوالي 85% من البشر فهنا يتوقع الطفل ان يكون RH+ فعند ولادة الطفل الاول قد يحدث تحسس للام من فصيلة الدم هذه.. والمشكلة ستكون في الحمل الثاني للام، لان جسم الام يكون قد كوّن اجسام مضادة لهذه الفصيلة وتعبر المشيمة وتهاجم الطفل وتسبب له تكسر دموي والطفل في هذه الحالة سيعيش في بطن امه حالة من نقصان الاوكسجين، لانتقال الاجسام المضادة له ما يسبب تكسر اكثر في الدم وممكن اصابته بمرض فقر الدم، بالإضافة الى ارتفاع نسبة (البلوروبين) - المادة الصفراء، ولأن كبد الطفل لا يستطيع التعامل مع هكذا نسبة من هذه المادة خصوصاً في اول اسبوعين من عمر الطفل فقد تترسب في الدماغ وتؤدي الى ما يسمى بالشلل او العوق الفيزيائي اي تؤثر على القوى البدنية كالعضلات ويكون شلله في اطرافه او حتى لسانه، دون ان تؤثر على القوى العقلية.. وعند اكتشاف الحمل، وفي حال كانت فصيلة دم الأم سالبة والأب يحمل فصيلة موجبة يتم تطعيم الأم بالمصل اللازم، وهو آمن جداً أثناء الحمل، وإذا تم اكتشاف الأمر في مرحلة متأخرة من الحمل، يتم التعامل مع الجنين بنقل دم سالب وهو في داخل رحم أمه. تأثيرات - ما هي الآثار الناتجة عن عدم اتخاذ تلك الإجراءات؟ قد تتشكل أجسام مضادة في دم الأم لفصيلة الدم الإيجابية التي يحملها الطفل، حيث يتعامل الجهاز المناعي للحامل مع الجنين على أنه جسم غريب يجب التخلص منه والقضاء عليه، وهذه الأجسام المضادة تعبر إلى المشيمة، وتؤدي إلى انحلال دمه "تكسر كريات الدم الحمراء"، ويمتد هذا التأثير في كل حمل لاحق. وما يفضل هو وضع قوانين تجبر المقبلين على الزواج بالفحص للتعرف على فصائل دمهما واتخاذ الاجراءات الصحية اللازمة لكل منهما لسلامة الاطفال..