حجم النص
بقلم:وليد كريم الناصري (1438) سنة والمسلمين في بقاع العالم، بعد إن فاق عددهم (1.62) مليار نسمة، بنسبة تفوق 23% من سكان العالم.! يتكلمون عن نبي أسمه "محمد"، ودين إسمه "الإسلام"، خسف مكة بهبل قريش، وطمر برلمانات الجزيرة العربية، تحت معاول بعض العراة الحفاة، ممن إنتبذتهم أسيادهم، ليجدوا ضالتهم بأذيال صاحب الدين الجديد، وراح يهد عروش حكومات ومماليك من حوله، ويأتي اليوم من يأتي بواقع (26) دولة ليعقد مؤتمر الصحوة الإسلامية في بغداد..!. إذا ما كانت الغفلة نقيضاً للصحوة، السؤال الذي لابد أن يجيبه المؤتمرون بالتتابع، كيف غفل الإسلام ليصحوا من جديد؟ وأين ومتى وبمن إبتدأت الغفلة؟ وإذا ما كنتم غافلين طوال تلك الفترة! فلماذا تهتفون للعالم بأنكم دول إسلامية؟ قادرة على إدارة شؤونها، أيشرع إسلامكم أن يَحكم الغافلون؟ ألم يقل قرأنكم (أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)؟ حتى لا يسافر ذهنك سيدي القارئ، مع كثرة ما وضعت بذهنك من أسئلة وأجوبتها، دعني أنقلك الى وقائع مؤتمر الصحوة الإسلامي، الذي عقد في بغداد بتاريخ 22 تشرين الأول لعام 2016م، 1- المؤتمر عقد تحت رعاية التحالف الوطني، والذي كثيراً ما كنا نسمع عنه سابقاً، بالتفرقة وتقاطعات مكوناته لدرجة التخالف، حتى ترأسه الشاب الشيعي "عمار الحكيم" والذي بث به الحياة، بعدما ضرب عليه بعصا سحرية، فوحد كلمة الشيعة، وبدل انطوائهم وتراشق الإتهامات بينهم، أجلسهم يتبادلون الأبتسامات! لتوحيد المواقف والرؤى. 2- جاء المؤتمر تزامناً مع بدأ عمليات تحرير الموصل، ثاني أكبر محافظة في العراق، والتي سيطر عليها داعش عام 2014م، ليعلن الخلافة الإسلامية منها، ومن الملفت للنظر إن المؤتمرون ركزوا خلال كلماتهم، على تداعيات وتحديات تحرير تلك المدينة. نفهم من ذلك أن المؤتمر جاء بالضد من الخلافة الإسلامية في الموصل، متهماً إياها بالتطرف، وأن على الساحة إسلامان، المتطرف منها وقد إتهموا به دولة الخليفة المدعي "أبو بكر البغدادي"، ويدعوها للصحوة والعدول، وأخر حقيقي، وهو ما يمثل المؤتمرون أنفسهم، وهنا يجب أن يلتفت الى قضايا مصيرية، ستغير المسار الإسلامي بالعالم، والتي يكمن بين طياتها، الدهاء السياسي، لرئيس التحالف الوطني. 1- المؤتمر أعطى رسالة للعالم تقول "أن المذهب الشيعي بقيادة التحالف الوطني هو من يمثل الاسلام الحقيقي وكل ما إختلف عنه هو إسلام متطرف" وبذلك سحب بساط الواجهة الاسلامية، من تحت أرجل المملكة العربية السعودية. 2- حتم على الدول الخليجية، مراجعة إسلامها من حيث المشتركات بينها وبين ماتدعيه داعش من إسلام كفره المؤتمرون، بما يشمل رواة الحديث، وعلماء الإستنباط. 3- المؤتمر وثق جملة من الشوائب والشبهات، التي تحيط المذهب السني، وأسماها بالإسلام "المتطرف" وبذلك خلق فجوة، سيعمل على توسعتها شيئا فشيئا، بين الحكومات الخليجية وقيادات داعش، التي تأخذ أحكامها من نفس مصدر الإفتاء والتشريع. من ذلك كله، لابد أن يعي العالم ودول المنطقة خاصة، دور "التحالف الوطني" في ضل الرئاسة الجديدة تلك، مع ما لا يمكن إنكاره من التقارب بين زعامة المرجعية الدينية ورئاسة التحالف، خصوصاً ونحن نرى اليوم تحركاته، بدأت تذيب رواسب التقاطعات بين المكونات، وحتى على مستوى الخطاب الإعلامي، ضمن مشروع " التحالف الاعلامي الوطني"كما وبدأ يصهر إرادة الدول الأسلامية بين رؤاه وما يروم أليه من هكذا مؤتمرات، أقل ما يقال عنها أنها تمهد لإعلان "دولة إسلامية" تناظر الدولة الإيرانية مركزاً وقوة بين دول العالم.