حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي ظهيرة يوم غد الأحد وعلى مدى ساعتين ستفرغ شوارعنا من المارة وتتسمر عيوننا صوب شاشات التلفاز وهي تنقل ألينا من ملاعب الهند ملحمة عراقية خاصة أبطالها كبار بأفعالهم صغار بأعمارهم أنهم باختصار شديد ليوث الرافدين ,هؤلاء الفتية الذي أعطوا صورة جديدة للتحدي العراقي وللإصرار العراقي وللعناد العراقي , فتية صنعوا من اللا شيء انجاز , لا يحملون في قلوبهم شيئا سوى خارطة لوطن تتكالب عليه قوى الشر والظلام ويحملون في قلوبهم صورا وذكريات ويوميات لشعب تتقاذفه المحن والويلات كل يوم , بماذا كان يحلم هؤلاء الفتية ؟؟؟ أحلامهم كانت اكبر منهم اجل هذا ما أفصح عنه أدائهم في المباريات , كان هناك حبلا سريا بينهم وبين مدربهم ومعلمهم النجيب الكابتن قحطان جثير ,فلغة التواصل وعوامل التحفيز والتي اشتغل عليها الكابتن قحطان هي التي روضت جموح هؤلاء الفتية فهو كان مثل قائد يستطيع أن يضبط إيقاع حركات ولعب هؤلاء الفتية بعدما نجح وبشكل باهر باقتلاع هواجس الخوف والتردد من نفوس هؤلاء الفتية ,كان قحطان جثير يدرك جيدا صعوبة المهمة وكان يعرف حجم المعاناة التي تحملها هو وأبنائه اللاعبين من فقر الإعداد إضافة إلى حالة شظف العيش التي عاشها الفريق وحالة الإهمال المتعمد والغير متعمد من الآخرين لكنه كان واضحا وشفافا مع أبنائه ولاعبيه وتعامل مع اللاعبين على أساس إن ما يحصل لهم هو واقع حال وعليهم أن يثبتوا للآخرين أنهم ليوث الرافدين بحق وحقيقة وبالفعل كان ليوث الرافدين ومدربهم النجيب قحطان جثير بمستوى الحدث وحققوا الانجاز الموعود والحلم وهو التأهل إلى نهائيات كأس العالم للناشئين 2017 في الهند ,لكن هؤلاء الفتية هم من جعلوا سقف طموحاتنا يرتفع وباتت أنظارنا ترنو صوب اللقب , اجل أنظارنا اليوم ترنو صوب كأس أسيا للناشئين والذي ستحتضنه أيادي فتية قحطان جثير , فبعد الأداء المبهر أمام اليابان وطريقة تعامل الكابتن قحطان جثير مع الفريق الياباني وقيادته الرائعة للمباراة من خلال التوظيف الصحيح والقراءة الصائبة لمواقع القوة والضعف لدى الخصوم إضافة إلى روح الفوز واللعب بروحية البطل والتي لعب بها ليوث الرافدين هذه الأمور وغيرها هي التي تجعلنا نقول إن يوم غد سيشهد ظهيرة عراقية ساطعة بالفوز المبين بكأس أسيا للناشئين للمرة الأولى في تاريخ الكرة العراقية , فقد بات كأس أسيا للناشئين ولقب بطولتها استحقاقا عراقيا بامتياز وان غدا لناظره قريب.
أقرأ ايضاً
- فزعة عراقية مشرّفة
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- حماية الاموال العراقية قبل الانهيار