الأطفال.. هم كنز كل أمة وعدتها لمستقبلها.. تبذل من أجلهم الرخيص والغالي لتأمين مستقبلهم الذي يعود بلا شك على مستقبل دولتهم لكن الأمر مختلف مع أطفال العراق التي تدخل الحرب عليهم ما يقارب عامها السابع، حيث أيتام العراق تجدهم يملؤن الشوارع يُجبرون على ترك المدارس للعمل في الأسواق؛ ليحصلوا على متطلبات حياتهم اليومية، مما يجعلهم عُرضة للإيذاء والاستغلال الجنسي.
ووفقا لإحصائيات وزارة العمل والشئون الاجتماعية، فإن عدد الأطفال اليتامى في العراق يقدر بخمسة ملايين طفل يتيم، حوالي 70% منهم تيتموا منذ بدء الحرب التي قذفت بالبلد في دوامة العنف.
وطبقا لنفس المصدر، فإن حوالي 600 ألف طفل ليس لهم مأوى سوى الشوارع، يقضون نهارهم بحثًا عن الطعام والشراب، ثم يفترشون الأرض ملتحفين بالسماء لقضاء ليلهم، في أماكن يعتقدونها بعيدة عن أعين المسلحين.
وهناك فقط 700 طفل تأويهم دور رعاية الأيتام البالغ عددها 18 دارًا، وهي في حاجة ماسة إلى أبسط ما يحتاجه الأيتام من مستلزمات.
فيما قال ممثل منظمة \"اليونيسيف\" في العراق روجر رأيت ان \"حياة ملايين الأطفال مازالت مهددة بسبب العنف وسوء التغذية وقلة المياه الصالحة للشرب على رغم استمرار البرامج الموجهة لأطفال العراق التي يصل تمويلها إلى نحو مئة مليون دولار سنوياً.
ويضيف إن \"أطفال العراق أكثر أطفال العالم عرضة للأذى وتصــعب حماية حقوقهم في نيل طفولة آمنة آذ ينشئون خارج نطاق جهود التنمية، وغالباً ما يكونون غير مرئيين في النقاشات والتشريعات العامة في البلاد وحتى في الإحصاءات والتقارير الإخبارية \"مشيراً إلى أن الوضع الأمني المتدهور يحول دون وصول فرق عمل المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني إلى مناطق عدة في العراق.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة \"الحياة اللندنية\" فإن العدد الحالي يقدر بما لا يقل عن 7 ملايين يتيم، وهؤلاء يعيشون في كنف أرامل وثكالى, ومعظمهم يعاني سوء التغذية والأمراض المزمنة، والمعدية \"ويضيف التقرير أن قسماً كبيراً منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهم إما مقعدون أو عجزة، فيما تضم دور الأيتام عدداً قليلاً منهم،ويعيش قسم كبير بلا مأوى في الشوارع، وقسم آخر جرفه أصحاب الرذيلة وأرباب الجريمة.
كما أن هناك 15% من الأطفال مجبرون على العمل من أجل إعالة عائلاتهم،
ويشكل عدد القتلى منذ بداية سقوط النظام في العراق إلى يومنا هذا 75% من المدنيين و20% من الشرطة، أما عدد القتلى من العساكر الأجانب المتواجدين في العراق فيشكل 5% وبسبب عدم توفر العدد الكافي للمستشفيات والأطباء فإنه يموت 107 طفل من كل 1000 طفل يولد في العراق.
تلك هي نتيجة من نتائج الحروب الطويلة التي مربها العراق ،قد لا تظهر تداعياتها على المجتمع العراقي ألان، ولكنها ستكون كارثة في المستقبل، إذا لم يتم الاعتناء بهؤلاء الأيتام وتقديم الرعاية لهم، وإدخالهم ضمن منظومة التعليم والتربية..
ضمن هذا الواقع يمكن ان نتصور خمسة ملايين يتيم يعيشون وضعا اقتصاديا مذريا وتغيب عنهم رقابة الأب والأسرة، ولا تستطيع الدولة ان توفر لهم آيا من الخدمات، فماذا ستكون النتيجة.
تقرير /صفاء السعدي
أقرأ ايضاً
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- المالكي يدفع باتجاه انتخابات مبكرة في العراق
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق