- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
موازنة الدولة لعام 2017 طائفية بامتياز
حجم النص
احمد عبدالصاحب كريم قد يعتقد البعض ان الطائفية هي اثارة النعرات الطائفية و القومية و العرقية و الصراع بين المذاهب و الاديان و الاقتتال بين ابناء الدين الواحد فقط هذه الطائفية عشناها و الحمد لله تخلصنا منها بعد ان فقدنا الكثير من الاعزاء و لكن هناك انواع اخرى و خطيرة من الطائفية و بعضها قاتلة و مميتة بدون استخدام السيف او السلاح و اخطر هذه الانواع من الطائفية هي الطائفية المالية و محاربة الارزاق و طائفية التمايز بين ابناء الشعب و المسؤولين و السياسيين ومن يعمل معهم هذا ما و جدناه عندما قرأنا تفاصيل موازنة عام 2017 التي نشرت في الصحف الرسمية وبانتظار التصويت عليها في مجلس النواب السلطة التشريعية في العراق موازنة عام 2017 قدرت بنحو (80) مليار دولار بتقدير سعر برميل النفط (35) دولار و بغض النظر عن قيمة سعر برميل النفط او مقدار الموازنة تعتبر هذه الموازنة من ضمن الموازنات الكبرى في تاريخ العراق و من اكبر الموازنات في الشرق الاوسط بعد موازنات السعودية وتركيا وايران والامارات موازنتنا في المركز الخامس بين موازنات الوطن العربي و الشرق الاوسط و اكبر من موازنة مصر التي يفوق شعبها الـ (85) مليون نسمة موازنتنا قسمت بطريقة طائفية بحتة و بامتياز كسابقاتها من موازنات الأعوام المنصرمة حيث منعت الايفادات و التخصيصات المالية و المكافئات و موازنتنا لا يوجد فيها فرص التعين للشباب اي بدون درجات وظيفية بأستثناء الاطباء و الصيادلة و الداخلية والدفاع اي ان (24) وزارة لا توجد فيها اي فرصة تعين حيث ستكون هناك بطالة و جيوش جديدة من الخريجين العاطلين عن العمل مهندسين و مبرمجين و علوميين و محاميين و اقتصاديين وغيرهم من حملة الشهادات، موازنة عام 2017 الطائفية منعت نقل موظفي وزارات الدولة الى موظفي الرئاسات الثلاث و وزارة النفط و الكهرباء بحجة عدم اثقال ميزانية الدولة بصرف المخصصات هنا نجسد معنى الطائفية الوظيفية هل الموظف في الرئاسات الثلاث و النفط و الكهرباء يعمل عمل يختلف عن عمل موظفي باقي وزارات الدولة ام هو فقط فوارق طبيعية اذا علمنا ان هناك وزارات غير مشمولة بالعطل اثناء الزيارات و المناسبات الدينية و الوطنية وهؤلاء هم موظفي وزارة الصحة، كذلك حملة الشهادات المهندسين و المبرمجين و المحاميين و الاداريين و خريجو كليات العلوم يتقاضون رواتب لا تكاد تكفي لمدة (10) ايام في افضل الاحوال يستلمون رواتب تتراوح بين (500 الى 600) الف دينار بينما موظف الخدمة الرئاسات الثلاث يستلم راتب اكثر من مليون ونصف المليون دينار اما حامل شهادة البكالوريوس فيتقاضى رواتب فلكية تحسب بـ (الغيغا GIGA) و اذا قدرنا عملهم فهم لا يعملون بمقدار نصف عمل موظفي الدولة اذا سلمنا ان العاملين في مجال النفط و الكهرباء يعملون في محطات التوليد و حقول انتاج النفط اذا لماذا الموظف في ديوان وزارتي النفط و الكهرباء يستلم راتب كما يستلم من يعمل في حقول الانتاج و محطات التوليد الذين يتعرضون للمخاطر و بعدهم عن عوائلهم اما موظفي الرئاسات الثلاث و الهيئات المستقلة اصحاب الرواتب الفلكية و المليونية فحدث و لا حرج عن طبيعة عملهم خطوط حديثة تنقلهم من سكناهم الى محل عملهم وبالعكس رواتبهم فلكية لا نستطيع عدها باليد تحتاج جهاز لعد النقود عملهم لا يكاد يذكر مشمولين بالاجازات و العطل الرسمية والدينية مشمولين بالحوافز والمكافئات و الايفادات و قطع الاراضي و غيرها من الامتيازات لماذ يا رجال السياسة و الحكم في بلدنا العزيز لا تقومون بانصاف ابناء شعبكم و رسولنا الكريم محمد صل الله عليه واله وسلم يقول (الناس سواسية كأسنان المشط) و اغلبكم تنتمون لاحزاب دينية و افكار اسلامية و لكنكم تطبقون افكار شيطانية باعتمادكم على الأنانية و حب النفس و الذات و تهميش الاخرين مطالب الشعب قليلة هي المساواة في الرواتب من اجل حق العيش بشرف و لا تنسون ان الشعب اقوى من اي شخص او اشخاص او سياسيين و الانتخابات قريبة جدا وسيغير الشعب من عاش و نما على تشجيع الطائفية و التفرقة بقوت و مقدرات الشعب و الدولة.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- النشر الصحفي لقضايا الرأي العام