حجم النص
بقلم:حيدر عاشور العبيدي تؤمن المرجعية الدينية العليا بالإنسان اينما كان، وهو هدفها، فالإنسان هو صانع السلام والتقدم وقوتها الخلاقه، والمتتبع السياسي للأحداث الاخيرة يتوقف وقفات طويلة عند طريقتها في الطرح لمعظم المعضلات المحلية، تختلف في شمولية نظرتها الانسانية للأحداث.. هذا المبدأ الانساني بقضاياه ولد منطق انساني تعامل مع الاحداث الدائرة في العالم من اقصاه الى اقصاه فأمسى الانسان هو الهدف والغاية.. فزرعت الامل الذي يفرض على الانسانية كلها، والتعامل المخلص الذي يحفظ للإنسان العيش الامن الكريم، البعيد عن اراقة الدماء، وإزهاق الارواح وسلب الحقوق، فأسست قاعدة اساسية دينية رصينة لسياستها فوقفت بوجه همجية (داعش) بحرب ضروس وبذات الوقت تدين الاطراف التي تعتمد اثارة الفتن الطائفية او من يمدها بالعون والدعم وتحاسب وتكشف اوراق الفاسدين الذين تلطخت ايديهم فعلا بسلب خيرات الشعب، والاستيلاء على المناصب بطرق الحيلة والعمالة والتبعية والتحزب والتكتل.. وحافظت بقوة على الحضارة العراقية وهي الشجرة وارفة الظلال التي تستظل الانسانية في ظلها وتحقق لها الرجاء في العيش الكريم.. يقول محدثي: يعني ان المرجعية الدينية العليا حققت معايير سياسية واجتماعية وقضايا مفتوحة للعالم وللعراق، اولها: أنها اعطت دروسا في المنطق الإنساني، باعتبار كل الاديان جاءت لتنظيم السلوك الانساني والحفاظ عليه، فهي تحافظ وتقاتل وتحاسب وتبني، على المنهجية الالهية الذي وضعها الامام الحسين (عليه السلام) في المحافظة على الاسلام والمسلمين منذ استشهاده وانطلاق سفينته لنجاة الامة. ثانيها: قوتها الروحية بالوقوف حربا ضد طغاة العصر وهي ايضا قضية انسانية فـ(داعش) ازهق مئات الالاف من الارواح الانسانية وأحرقت الغذاء والأطفال والنساء والشيوخ وهدمت ما شيدته الانسانية من مدنية وعمران في تاريخ حضاري طويل، بذلك خرجت بصوتها الكفائي للجهاد لوقف هذا النزيف الدموي وبناء ترسانات إنسانية، لتحافظ على العرض والأرض والمقدسات.. وتدخل مستمعي قائلا: اذن المرجعية الدينية العليا حققت انتصار السلطتين الزمنية والروحية فهي فعلا مرجع انتصاراتنا الدائمة، فكل مؤسساتها الدينية هيمنت مباشرة على الارواح وهي تراقب عم كثب السلطة الزمنية والتحكم فيها بطريقة غير مباشرة وتدافع عن صلاحياتها وتطالب بحقها في الاشراف على كل الشؤون الدنيوية ومؤسساتها...بهذا خلقت نظام جديد جعل السلطة الزمنية في خدمة المشروع الانساني لها..وهذا يجزم الامر ان السلطة الروحية سيطرت على جسد السلطة الزمنية لان الروح هي التي ينبغي ان تسيطر على الجسد. ونقول: عندما تخوض الجيوش المعارك تكون الضحايا من كلا الطرفين كثيرة ولكن النصر يرفض ان يرافق إلا من يصمد ويصبر وينوع في تحركاته وتشكيلاته وفي نوع هجومه...فالنصر في "الفلوجة" تحقق بهذه المزايا، مضاف اليها القوة الانسانية للسلطة الروحية وهي مراجع انتصاراتنا. *حينما يكون التعامل صادقا والرغبات مكشوفة تبدأ الثقة باتجاه النصر
أقرأ ايضاً
- القوامة الزوجية.. مراجعة في المفهوم والسياق ومحاولات الإسقاط
- دعوة للمراجعة والتغيير.. عن نظام القبول المركزي في الجامعات العراقية
- دوائر الدولة تتفنن في أذية مراجعيها ..دائرة التنفيذ العدلي في كربلاء انموذجا.