حجم النص
بقلم / قسمه كريم الفضلي مع دخول العطلة الصيفية يعاني اغلب الطلبة واليافعين من مشكلة الفراغ، فاغلبهم يسيرون بلا هدف ولا معنى في هذه الحياة فالوقت لديهم اختزلوه بالإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي والحديث الفارغ مع الاخرين والاستغابة والنميمة وتصفح شبكة الانترنت والهاتف و القنوات الفضائية و النوم الزائد و التسكع في الاسواق والمقاهي...، وتلك مضيعات للوقت تسمى بلصوص الوقت اضعفت الاداء وقللت الانجاز وامر يدفع بالشباب الى اللامبالاة وضعف الهمة ويؤدي الى سوء المرافقة واللهو والعبث ويبعث في نفوسهم الملل واليأس , وهذه عوامل تمهيدية للضياع والانحراف. وتلك الافات استشرت في سلوك اغلب شبابنا دون معرفة خطرها او بذل الجهد في الوقوف عليها او السعي للتخلص منها وممارسات قد تتحول مع الوقت الى سلوك سلبي مؤثر في شخصية الفرد وهدم المجتمع. ففي جميع دول العالم هناك ما يسمى بالأندية الصيفية وهي عبارة عن محاضن تربوية تقام فيها مجموعة من المناشط والبرامج المنوعة في مباني المدارس سواء الحكومية منها او الاهلية ذات المواقع المناسبة والإمكانيات المتوفرة وهي موجهة للمتعة والفائدة واستثمار اوقات الطلاب وخدمة المجتمع في الاجازة الصيفية تحت اشراف قيادات تربوية مؤهلة من خلال تقديم برامج متنوعة تتناسب مع ميول وحاجات الطلاب ورغباتهم ووفق مراحلهم العمرية وأجناسهم التي تعود عليهم بالفائدة والمتعة و بالأساليب التربوية الجاذبة لتستثمر اوقاتهم ببرامج تربوية وترفيهية متنوعة وهادفة على نحو النشاطات الرياضية وأعمال تطوعية وثقافية وفنية كالرسم وأشغال يدوية وخزف ومسابقات قرآنية وعلمية وتنسيق زهور والحاسوب....الخ حيث تقوم كل مديرية بفتح عدد من الاندية في المدارس التابعة لها مع مراعاة الامكانات المتوفرة فيها وعدد الطلبة وفئات العمر والجنس في جميع المراحل الدراسية بعد التنسيق مع وزارة التربية، وتكون مدة هذه الاندية الصيفية عادة اربعة اسابيع تحدد بدايتها ونهايتها حتى يتبقى للطالب قسطا من الراحة خلال اجازته السنوية....ولكن هذا موضوع ليس بالإمكان في مجتمعنا في ظل المسيرة التربوية الحدباء المشوهة الملامح والتي تسير دونما تقدم يذكر....ثم هل دور تلك المدارس في التعليم والتربية ودور القائمين على ادارة المسيرة التربوية اثناء السنة الدراسية مطابقا للضوابط التعليمية والتربوية والإنسانية ليكون قادرا على قيادة هذه الفئة العمرية اثناء العطلة المدرسية ؟!!!!!! هذه الهفوة ليست بموضوعنا اليوم ولكننا نتحدث عن طاقات جسمانية وعقلية شبابية تهدر لما يقارب الثلث من العام سنويا....؟!!!!!! لذلك وفي غياب الوعي بأهمية ادارة هذه الثروة الوطنية وفي ضوء ضعف الخطط المرسومة لاستثمار اوقات تلك الفئة العمرية الحيوية والاستفادة من طاقاتهم في بناء المجتمع والنهوض به.....فإننا نتوجه الى شبابنا و قادة الفكر والعقلاء والوطنيون في المجتمع لللانتفاض على الوضع القائم ورسم خطط وبرامج شبابية لاحتضانهم في تجمعات شبابية لإتاحة الفرصة للطلبة لشغل اوقاتهم بشكل ايجابي خلال العطلة الصيفية وبأشياء نافعة تساهم في نضجهم جسمانياً وعقلانياً ونفسيا لأنها المفتاح لبناء الشخصية المتوازنة للطالب روحيا وفكريا واجتماعيا وانفعاليا ليصبح مواطنا نافعا يخدم مجتمعه ووطنه. فيمكننا بذلك التخطيط لعمل العديد من الأمور المفيدة والمسلية والتي تعود على المجتمع بالنفع والفائدة، وإنّ الأعمال التطوعيّة تعدّ من أفضل الأمور التي نلجأ اليها على الإطلاق من أجل تهذيب النفس والتعرّف على شتّى الأمور المختلفة التي تحدث في العالم بأسرة فهي تتيح الفرصة لكي يقوم الإنسان بمساعدة الأشخاص من حوله وإحداث فرقٍ في مجتمعه، وتنمي روح القيادة والعمل الجماعي وتكسبه المزيد من المهارات والخبرات الميدانية والتعرف على واقع مجتمعه وتخلق العديد من الصداقات الجديدة لديه مما يساهم في زيادة التلاحم بين نسيج المجتمع و خدمة المجتمع والبيئة. فحري بك ايها الشاب ان تكون عال الهمة قوي العزيمة حريصا على اغتنام اوقاتك فيما ينفعك وينفع مجتمعك ووطنك، فالوقت انفس ما يملكه الانسان وان ادارة الوقت لا تعني ضبط الساعة ومعرفة الاوقات بل هي ادارة للذات وأسلوب للحياة بها تستطيع ان تتحكم في وقتك وتنجز اعمالك وتحقق اهدافك وفي النهاية تسعد نفسك وترضي ذاتك وتخدم من حولك وتنهض بمحيطك والمجتمع...كل يعمل على قدر استطاعته وحسب ما يمتلكه من امكانيات جسمانية وعقلية و مادية. فلتنتفض وتسال نفسك هل انت راض عن انقضائها في هذه الطريقة ؟!!! وهل تود تحسين هذا الوضع ؟!!! نريد الشاب الواعي القائد و القادر على ادارة حياته بشكل صحيح ويملك من العقلانية والتدبر بما يمكنه من ان يحكم ذاته بذاته ويوجه مسار حياته نحو اتجاه السمو والرقي بالمشاعر والأفكار والسلوك... وان تضع خطة وأهداف مستقبلية وحدد مسارك والتزم بها......ولا تكن رهينة لساعتك التي تعودت عليها او فرضها عليك المجتمع، كما أنّ الجلوس دون حراك، ودون استثمار للوقت قد يحولك إلى إنسان كسول، غير مثمر، وغير منتج لمجتمعه. ولا تسمح بتحجيم قدراتك والتأثير على وضعك النفسي والمعنوي. وكن على يقين من امتلاكك للطاقة الخلاقة والمبدعة...وانك انت من تصنع الحدث وتخط تاريخ مجتمعك بيدك وعملك. كما اننا مؤمنون بان هناك من هم المخلصون والوطنيون والقادرون على قيادة المجتمع بحكمة ومن هم القادرون على معرفة مواطن الخلل وتقييم الوضع الحالي ومساعدة الشباب على ادارة وقته وتنظيمه بطريقة فاعلة ومنتجة ورفع مستوى الاداء في الدراسة والحياة وتطبيق الوسائل المثلى في ادارة الوقت وطرق استثماره لان طاقات اليافعين والشباب ثروة وطنية و فاقد وطني كبير لابد من استثمارها في الوقت الصحيح والمكان المناسب...ومحروس يا وطن.
أقرأ ايضاً
- الامتحانات .. كورونا .. الطلبة
- اجحاف الطلبة من وزارة التعليم العالي برفع المعدلات
- اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق : من المسؤول عن عدم حصول طلابنا على المناهج الدراسية ؟