- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اين قضيّتَ العطلة الصيفية ؟؟؟!
لازلت اتذكر جيداً ذلك السؤال الذي يتردد علينا في بداية كل عام دراسي جديد ,وخاصة من قبل مدرس اللغة العربية انذاك وفي مادة الانشاء بالذات ,حيث يطلب منا مدرس اللغة العربية ان نكتب موضوعاً انشائياً تحت عنوان(اين قضيَت العطلة الصيفية) . لااعرف مالذي جعل ذاكرتي تعود بي الى ماقبل عشرين عاماً ,وانا اتأمل السادة اعضاء البرلمان العراقي الكرام ممثلوا الشعب بكل اطيافه والوانه ومذاهبه وقومياته يتمتعون بعطلتهم (التشريعية) ولااعرف لماذا سميت عطلتهم بالتشريعية !!! . فهم يتمتعون اليوم بعطلتهم(التشريعية) بعد ان امضوا زمناً طويلاً من الارهاق والسهر والتعب والحرص والدفاع عن مصالح الشعب المسكين المستكين الذي اوصلهم الى كراسي البرلمان .زمن طويل من الارهاق والتعب من الجدال البيزنطي ,زمن طويل من الارهاق والتعب من الاستجواب والاستضافة والرقابة ,ونحن الشعب المسكين المستكين نرى في كل جلسة العجب العجاب في مجلس النواب ,لجلسات غير مكتملة النصاب !!! .زمن طويل من الارهاق والتعب من جلسات يحضرها من يشاء ويغيب عنها من يشاء ,فقد اتسعت دائرة الغياب ,فبعد ان غابت الرؤوس الكبار من قادة الكتل تحت ذرائع شتى ,ذرائع امنية.....واخرى مزاجية.....واخرى سياسية ,جلسات فيها الكثير من الحديث والجدال وقليل من العمل والافعال ,جلسات يحضرها نواب لايهشون ولاينشون ......واحياناً نراهم نائمين لانهم لايعرفون جملة ولايفقهون ......فهم يصوتون ...ويرفضون ....ويناقشون.....بناءاً على تعليمات قادتهم ,فهم بيادق تحركها ارادات سياسية ....وفتاوى شرعية .....ورؤى شخصية وغير ذلك من عقد اجتماعية ,فلاغرابة ان نرى مجلس النواب يؤجل التصويت على الميزانية التكميلية لانها ستوفر الاموال للمشاريع التي طال انتظارها وبالتالي يعني ذلك ان الحكومة قد نجحت ,وذلك مالايريده النواب الكرام لانهم لايعرفون سوى الرفض والتعطيل اما لماذا يرفض هذا النائب المشروع الفلاني او القانون العلاني فذلك لغز لايعرفه الا الراسخون في العملية السياسية في العراق .ولاغرابة ان نقول ان بعض النواب يجد شخصيته في الرفض اما مصلحة الوطن والمواطن فهي مجرد المظلة التي يتفيأ بها السيد النائب في مجلس النواب .لذك فهو لايعرف كم يعاني المواطن العراقي المسكين المستكين من ازمة الكهرباء في الوقت الذي يعيش سيادته في بحبوحة باردة في بيته او مكتبه او سيارته او مجلس نوابه ,فهو لايعلم ولايريد ان يعلم سبحان الله !!!
لذلك لانعجب حينما نعرف ان نوابنا الكرام مجرد ان بدأت عطلتهم(التشريعية)اخذوا يهرعون صوب فنادق عمان الخمس نجوم ومصايف شمال طهران الباردة وغير ذلك من عواصم ومدن العالم التي انعم الله عليها بالامن والامان .
هكذا هم نوابنا الكرام يبحثون عن الراحة والدعة وعن كل مايريح النفس والقلب والجيب والبال (والضمير) .وسنراهم كما عودونا في كل عام وكل موسم حج يهرعون صوب بيت الله الحرام طلباً للمغفرة والرحمة ونحن الشعب المسكين المستكين ندعو الله ان ينزل عليهم شآبيب رحمته انه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً .
وفي الختام نقترح على السيد اياد السامرائي رئيس مجلس النواب العراقي الموقر ان يطلب من كل نائب ان يكتب له موضوعاً انشائياً تحت عنوان (اين قضيَت العطلة التشريعية) فربما سيعرف ساعتها من حقائق الاسباب في تفشي ظاهرة الامية والغياب في مجلس النواب .