حجم النص
بقلم:غالب الدعمي الشهيد رزاق عبد الشعباني أعدمه تنظيم داعش الإرهابي ومضى إلى دار ربه بصمت بعيداً عن وسائل الإعلام، الشهيد الشعباني تسلل ليلاً وقام بدفن الشهيد مصطفى العذاري الذي شُنِق على أحد جسور مدينة الفلوجة، وقد نفذ فيه الإعدام بالطريقة نفسها التي اعدم بها الشهيد العذاري. مصطفى العذاري من مدينة الناصرية جاء لقتال داعش في حين كان رزاق الشعباني من أهالي الفلوجة، إلّا أن كليهما قضيا شنقاً على يد داعش الإرهابي وتُركت جثامينهما معلقة على أحد جسورها. الشهيد العذاري أخذ حقه من وسائل الإعلام وصار حديث شبكات التواصل الاجتماعي في حين لم يذكر الشهيد رزاق الشعباني سوى في مواقع محددة، إلاّ أن رسالة نشرت عبر الفيس بوك ردت على الدعوات التي تطالب بإطلاق تسمية الشهيد العذاري على الجسر الذي أعدم فيه، أشارت إلى سبب اعدام الشهيد الشعباني، فهل من المنطق أهماله وايهما الأحق بتسمية الجسر بإسمه العذاري أم الشعباني. القصة لا تنتهي عند تسمية الجسر وربما إطلاق تسمية الشهيدين أفضل خيار، لكن التساؤل عن سبب عدم استثمار هذه الحالات الوطنية المتكررة التي تحدث في المناطق التي يسيطر عليها داعش، وتمر دائماً مرور الكرام في حين يركز الإعلام على حالات أقل شأناً منها. إن تركيز الإعلام الوطني على حالات متميزة يقوم بها مواطنون في المناطق التي يحتلها داعش يُسهم كثيراً في ترسيخ اللحمة الوطنية وأمامي شواهد بالمئات مرت مرور الكرام بعيداً عن ضجيج السياسيين وصراخهم وطائفيتهم. جنود عراقيون يحملون النساء على ظهورهم وآخرون يتسابقون لحمل الأطفال ومساعدة النساء، العشرات مثل أم قصي والمئات مثل الشهيد رزاق الشعباني والآلاف مثل الشهيد عثمان العبيدي. قصص تُسهم في لم الشمل وبلسمة الجراح تستحق التأمل أفضل من الإستماع إلى تجار الكلام والبغاء، إنها دعوة للتأمل في خصال الشعب التي دفنها حب المال والسلطة وراح ضحيتها الفقراء.
أقرأ ايضاً
- الحدود العراقية الكويتية بين المطلاع والعبدلي..(وهب الأمير ما لا يملك)
- ماذا ستحكم محكمة العدل الدولية بشأن الحدود العراقية الكويتية في خور عبد الله؟
- عادل عبد المهدي يكتب عن تراجع "الديمقراطية"