كان الشوق يلفهم والحسرة على البعد تدمي قلوبهم المحبة لآل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسبب عدم قدرتهم على الحضور إلى العراق وزيارة تلك المراقد المقدسة التي تملأ ربوعه وترتسم صورها في قلوبهم، وكلهم يرتقب الساعة التي يمكنه فيها تحقيق حلمه في الزيارة.
[img]pictures/2010/01_10/more1262593499_1.JPG[/img][br]
تلك هي مشاعر أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في كل دول العالم الإسلامي ومنها دول الخليج العربي حيث لم يكن بمقدورهم الوصول إلى العراق وزيارة مراقد أئمتهم (عليهم السلام) بسبب ما كان يصوره لهم الإعلام المغرض من سوء الأحوال الأمنية إضافة إلى المعوقات الأخرى من جانب دولهم.
[img]pictures/2010/01_10/more1262593499_2.JPG[/img][br]
وها هي الغمامة تنجلي وتتضح لهم الصورة البهية للعراق الجديد وما يعيشه أبناء شعبه من امن واستقرار، وما يشهده البلد بشكل عام والمراقد المقدسة بشكل خاص من إعمار بهدف تقديم أفضل الخدمات للزائرين الوافدين من كل مكان، ولترتسم على وجوههم الفرحة والسعادة وشيئا من الاستغراب لما رأوه بأم أعينهم من صور جميلة تتزين بها مدن العراق ومراقده المقدسة.
[img]pictures/2010/01_10/more1262593499_3.JPG[/img][br]
وقد كان لموقع نون جولة بين صفوف الزائرين العرب لتتعرف من خلالها عن رأيهم بما شاهدوه من خدمات مقدمة من منتسبي العتبات المطهرة في مدينة كربلاء المقدسة بعد انقشاع حكم الطغاة والظلمة والمارقين، وهل يحتاج ذلك إلى وسيلة توصله إلى محبي وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) وقد كانت حصيلة تلك الجولة ما يأتي:
الزائر السعودي أبو عادل من الإحساء قال
[img]pictures/2010/01_10/more1262593499_4.JPG[/img][br]
نحن ممتنون لما تقدمه الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة من خدمات وما تقوم به من إعمار وتوسيع لحرم الإمام أبي الأحرار الحسين عليه السلام وخدمة زائريه الكرام، وإننا مبهورون جدا وسعيدون أكثر بهذه المظاهر الرائعة التي تظهر بها مراقد أئمتنا (عليهم السلام).
أما في ما يخص الإعلام الحسيني فأن الوضع الحالي في العراق بات بحاجة إلى جهاز إعلامي فاعل لكي يعكس الصورة الحقيقية للتطورات الحاصلة من بعد التغيير، بعيدا عن سياسات التهميش والتشويه التي تتخذها بعض الجهات المعارضة للوضع الجديد في العراق.
وأؤكد في الوقت ذاته إن أتباع أهل البيت عليهم السلام لا زالوا متمسكين بمبادئهم وسيبقون على عهدهم إنشاء الله بالرغم من كل ما يعانوه من الضغوط، وأتمنى الموفقية والتسديد لجميع القائمين على خدمة العتبات المقدسة في العراق الشقيق بشكل عام وفي العتبة الحسينية المقدسة على وجه الخصوص.
اما عبد الله إبراهيم من المنامة فقال إنه لشيء جميل أن تجد أن الذي يعمل في هذا المكان الطاهر هو محب لمحمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهناك فرق أن تجد شخصا محباً للحسين (عليه السلام) وبين أن تجده محبا ومواليا ويؤدي وظيفته بكل إخلاص وتفاني؛ فهذا فرق كبير بين الحالين وقد لمسناه هنا بوضوح وخاصة في العتبة الحسينية، إذ أن حب الحسين عليه السلام رائد الجميع، كما لاحظنا بشكل كبير مدى احترامهم وحفاوة الترحيب من قبلهم لزوار العتبة المقدسة القادمين من كل مكان بشكل عام والقادمين من الدول الإسلامية غير العراق بشكل خاص.
اما الزائر جعفر الأمين من السعودية فاكد أن كل ما يقدم للإمام الحسين (عليه السلام) سيظل قليلا في حقه، ولكن الأعمار بعد تلك السنين العجاف وبرغم كثرته وجماله وما تحمله بوادر العمل التي تسير – كما نرى- على أحسن ما يرام شيء رائع وكبير ولكن هل هو كل ما مطلوب منا في الوقت الراهن؟ واني اعتقد أن المطلوب أكثر، وأقول هذا الكلام ليس انتقاصا من الدور الكبير الذي يؤديه القائمون على العتبات المقدسة ولكن من اجل تحفيز الجميع إلى بذل المزيد أولا، ولكي لا يكون هذا الاعمار الموجود حاليا نهاية المطاف بالنسبة لهم ولنا فنمتنع عن السير إلى الأمام أكثر فأكثر، فمهما فعلنا للحسين (عليه السلام) فهو بالضرورة قليل قياساً لما قدمه من تضحيات لأجلنا .
من جانبه قال الزائر حسين عبد الله من الكويت ان ما يلفت الانتباه حقا هو هذا الاهتمام الكبير من قبل العتبة الحسينية المقدسة بشريحة الأطفال وخصوصا عند مشاهدتي لمجلة الحسيني الصغير، ونحن عندنا دراسة في السعودية في منطقتنا هو إيجاد خطباء يوصلون أهداف الرسالة والقضية الحسينية للأطفال، من أجل تحصينهم ضد الإعلام المعادي الذي راح يستفحل ويجمع كل قواه من اجل القضاء على أفكار الثورة الحسينية وفكر أهل البيت (عليهم السلام)، وبالتالي فان من واجبنا وواجب الجميع السعي بالطرق الممكنة إلى مقاومة هذا الغزو الثقافي الجديد، عبر وسائل الإعلام المختلفة والتكثيف من المدارس الحسينية التي تربي وتثقف الطفل على الفكر الرصين لأهل البيت (عليهم السلام)، كما أتمنى أن توحد الصفوف وتتبع اوامر المرجعية ولا يكون هناك تشتت في القضية الحسينية ان ماجرى بالعراق فقد فسح المجال لكثير من اتباع اهل البيت الحرية بتادية شعائرهم القدسية الحسينية.
فيما قال الشيخ رزاق العليوي من البحرين بما أننا نعيش على كوكب واحد فعلينا أن نعيش بسلام، واعتقد أن ذلك لا يتم إلا بالتمسك بأهل البيت (عليهم السلام) وتطبيق أحكامهم، ولكن فترة البعد عن زيارة أهل البيت (عليهم السلام) أدى إلى ابتعاد بعض العوائل عن منهج أهل البيت (عليهم السلام) لذلك فان التواصل وزيارة المراقد المقدسة له أثر كبير في إعادة وشائج الارتباط بأهل البيت عليهم السلام ومن ثم تكوين مجتمع يأمر بمعروف وينهي عن منكر، خاصة وان العوائق التي كانت موجودة في السابق وعلى رأسها الوضع الأمني قد تحسن في العراق بشكل ملحوظ والتسهيلات والخدمات قد توفرت للقدوم إلى العراق وأداء الزيارة بكل راحة واطمئنان خاصة بعد هذا الاعمار الواضح للمراقد المقدسة.
اما الزائر محمد حفيش من لبنان إني ادعوا كل أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في الخارج أن يتوجهوا لزيارة العراق ولا يهتموا لما تبثه الفضائيات من أخبار كاذبة حول عدم وجود أمن وأمان في العراق وخصوصا في المناطق المقدسة فأقول لهم بان كل الخدمات متوفرة وان القائمين على العتبات لديهم أشد الحرص على توفير كل سبل الراحة للزوار.
وان ما جرى بالعراق هو نعمة لنا في دولنا فقد أصبحنا نمارس شعائرنا بحرية، وبخصوص ما تنقله الفضائيات من أكاذيب وتهم بان الشيعة يستغلون ليلة العاشر من محرم بقضايا لا يصح ذكرها، فان ما يبث من صحن الإمام الحسين (عليه السلام) من محاضرات أعطى لنا قوة بالمحاججة فجزى الله القائمين والعاملين في العتبات المقدسة خير الجزاء لما يقدمونه لزوار المولى ابي عبد الله الحسين عليه السلام.
موقع نون
حسين السلامي – يحيى الفتلاوي
أقرأ ايضاً
- بدعم كامل من العتبة الحسينية المقدسة اجراء (1701) عملية جراحية خاصة ضمن برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي
- مكونة من ستين منسفا وصينية.. سفرة طعام طويلة على طريق الزائرين في كربلاء المقدسة (صور)
- مهندسون احترفوا التصوير... عدسات عربية توثق مسيرة الزيارة الاربعينية من البصرة الى كربلاء المقدسة (صور)