- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
السيستانية ... مرجعية امة (1)
حجم النص
بقلم: عباس عبد الرزاق الصباغ لم تواجه اية مرجعية في تاريخ التشيع تحديات عظمى ومنذ بزوغ عصر الغيبة الكبرى ولحد الآن مثلما واجهتها مرجعية الإمام السيستاني (دام ظله) وهي تحديات كبرى ليس على المستوى المادي والوجودي الفيزيائي لعموم شيعة علي بن ابي طالب عليه السلام وكما حصل في العهود الغابرة لبني أمية وبني العباس وال عثمان وطواغيت القومجيين والبعثيين او على مستوى الخطر الذي داهم المذهب الشيعي كمذهب له قاعدة ابستمولوجية أرساها اثنا عشر إماما معصوما وابتداء من مؤامرات قريش الاولى ومن ثم الأحزاب ومرورا بالجهود العسكرية ومؤامرات البلاط الحاكم في تلك العهود التي توخت التصفية الجسدية والمادية لرموز التشيع سواء على مستوى الأئمة المعصومين عليهم السلام ام على مستوى قواعدهم وامتداداتهم الجماهيرية كما حدث في الطف وغيرها من أعمال القتل والاغتيال بالسم او بالسيف او بالإخفاء القسري في السجون والمعتقلات او في المقابر الجماعية كما حصل في عهد الطاغوت العفلقي وكان الخطر الاكبر الذي واجهته مرجعية الامام السيستاني (دام ظله) ِ يتمثل في مؤامرات دول الاستكبار العالمي والامبريالي (الكولنيالي) ضد الإسلام عموما والتشيع (الوجه الحقيقي والنقي للإسلام المحمدي) خصوصا لان هذه الدوائر أدركت من خلال مستشرقيها ودوائر استخباراتها إن مذهب التشيع الاثني عشري هو الخط المتبقي للإسلام المحمدي الأصيل وهو المذهب الإسلامي الوحيد الذي سَلم من التحريف والتخريف والتزييف والتدليس لأنه استقى واستنبط قواعده الابستمولوجية والفكرية والأخلاقية والعباداتية والمعاملاتية من أئمته المعصومين عليهم السلام مباشرة وهم بدورهم استقوها من جدهم الرسول كونهم عليهم السلام الامتداد الرسالي والعقائدي الطبيعي لرسالة جدهم الرسول وابيهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام والامتداد الفيزيائي والطبيعي لهما فهم ورثة علوم جدهم الرسول وحاملو رسالته عبر الأجيال وهم ابواب مدينة العلم كما كان جدهم امير المؤمنين عليهم السلام بابا لها ومن هذا الباب يدلف مراجع الشيعة الذين هم الحجج على البرايا وينوبون عن المعصوم (عج) (وأما الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله عليهم) في غيبته الكبرى وبهم تستمر الرسالة ومن هذا الأساس تصدى الامام السيستاني (دام ظله) لاعظم واخطر مهمة تصدى لها اي مرجع من مراجع سلفه الصالح من المراجع العظام (قدس الله ارواحهم) لاسيما استاذه الامام الخوئي (قدس) وهي مهمة الحفاظ على نقاء مذهب التشيع من التضليل والاضلال والانحراف والتحريف من خلال الحفاظ على نقاء الدور الذي تضطلع فيه المرجعيات الشيعية الكبرى خصوصا وان سماحة الامام (دام ظله) قد تصدى لأعلى مرجعية شيعية في العالم المعاصر في عصر ازدادت فيه الفتن والاختراقات المخابراتية للحوزات الشيعية من جهة وللشارع الشيعي من جهة اخرى كمحاولة لشرذمة البيت الشيعي خاصة في العراق ولكن وقوف الامام السيستاني (دام ظله) الحازم بوجه تلك المحاولات افشل المحاولات التي ارادت إظهار المرجعية الدينية بالمظهر غير اللائق بها والصاق تهمة الكهنوت بها والانزواء عن نبض الشارع وان المرجعية مجرد "صندوق " لجمع الاموال واكتنازها لمصالحها الخاصة ولادور لها سوى ابداء الفتاوى الفقهية فقط لاسيما تلك التي تقبع في النجف الاشرف عاصمة التشيع في العالم ولادور ميدانيا للمرجعية فهي بحسب تلك المخططات مرجعيات تعيش تحت هامش الواقع . كما تصدت مرجعية الإمام السيستاني دام ظله الى المحاولات التي اراد منها نظام صدام المتهرئ وبعده المحتل الامريكي بالانزلاق في مستنقع السياسة وجر الشارع الشيعي ـ تحت عباءة مرجعية الامام السيستاني ـ في منازلات غير متكافئة بحجة "الجهاد " ضد الديكتاتورية ومقاومة المحتل ولكن بما ان الإمام السيستاني (دام ظله) هو صاحب الاعلمية الفقهية على مستوى العالم الشيعي واليه ترجع الشيعة في أمور دنياهم ودينهم فهو ـ ادامه الله ـ اعلم بمجريات الأمور بنظرته الثاقبة وحدسه السديد ورؤيته الكلية الإستراتيجية لمآلات الامور وعواقبها ولم يكن صحيحا اطلاقا الصفة التي اطلقها الاخرون على مرجعية الإمام السيستاني دام ظله انها مرجعية السكوت والغفلة وعدم المبالاة بالواقع وبالقابل لم تكن مرجعية السيد السيستاني تبالغ بوصفها واقع حالها مع المآلات العراقية (سياسيين وشعبا) وبعد 13 سنة من الكلام المباشر والتشخيص الدقيق والارشاد الابوي انها وفي آخر المطاف قد بُح صوتها لانه لم يكن هناك من يسمعها وينفذ مشورتها السديدة. يتبع كاتب عراقي
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً