- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من عنون ادعية الصحيفة السجادية؟
حجم النص
بقلم:سامي جواد مهدي ان مسالة الحفاظ على التراث عبر قرون مسالة تحتاج الى وقفة ودقة وفق معايير سليمة حتى يمكن لذوي الاختصاص من غربلة ما يصل الينا من اخبار وروايات بعيدا عن التحريف او التصحيف واما الحذف فهذا حدث منذ ان توفي رسول الله صلى الله عليه واله بامر من الخليفة الاول والثاني بحرق ما احتفظ به الصحابة وزوجات الرسول من مخطوطات لسنة النبي محمد صلى الله عليه واله. سبق وان كتبنا عن نهج البلاغة بخصوص ما جمع عن امير المؤمنين عليه السلام من خطب وحكم ورسائل وقد اشرنا الى نقطة مهمة لاول مرة يتم التطرق اليها الا وهي من عنون الخطب التي فيها اجحاف لحق شيعة امير المؤمنين عليه السلام؟. اليوم اقف امام الصحيفة السجادية لاطرح نفس التساؤل من عنون الادعية ؟ ففي مخطوطة صدرت عن مهرجان تراتيل سجادية الثاني الذي اقامته العتبة الحسينية المقدسة وجدت اختلاف في هذا الامر ففي ص/16 ذكر ان محمد بن احمد بن مسلم المطهري هو من صنف الابواب والادعية وعددها (54)، وفي صفحة /19 ذكر واضاف بقية الابواب ابو عبد الله الحسني، وعند ذكر سند الصحيفة عن الامام الصادق عليه السلام قال: املى جدي علي بن الحسين على ابي محمد بن علي عليهم السلام اجمعين بمشهد مني: الحمد لله الاول بلا اول... وامام النص صورة المخطوطة. من هنا يتضح ان المعصوم لم يبوب او يصنف الادعية بل غيره وهنا يجب التدقيق في هذه الابواب، وذلك لان ما في الصحيفة السجادية ليس ادعية فقط وان كان الكثير من الشارحين يؤكدون على الجانب الخلقي اكثر من الجانب التاريخي او الابعاد التي يريد ان يوصلها الامام السجاد عليه السلام لامة جده. فالدعاء الاول عنون التحميد لله عز وجل، وعند قراءة نصه نجد ا ن اوله وصف لله عز وجل او ذكر توحيد الله عز وجل وهو بنفس سياق حديث امير المؤمنين عليه السلام في خطبته عن توحيد الله عز وجل، مثلا يقول السجاد عليه السلام "الَّذِي قَصُرَتْ عَنْ رُؤْيَتِهِ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ، وَ عَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوهامُ اَلْوَاصِفِينَ. ابْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ اَبتِدَاعَاً، وَاخْتَرَعَهُمْ عَلَى مَشِيَّتِهِ اخترَاعاً"، ولو قارنا هذا القول مع ما قاله امير المؤمنين عليه السلام في التوحيد "مَا وَحَّدَهُ مَنْ كَيَّفَهُ، وَلاَ حَقِيقَتَهُ أَصَابَ مَنْ مَثَّلَهُ، وَلاَ إِيَّاهُ عَنَى مَنْ شَبَّهَهُ، وَلاَ صَمَدَهُ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ وَتَوَهَّمَهُ، كُلُّ مَعْرُوف بِنَفْسِهِ مَُصْنُوعٌ، وَكُلُّ قَائِم فِي سِوَاهُ مَعْلُولٌ"، من حيث البلاغة والوصف فانها اسلوب واحد. بينما في النصف الثاني من دعاء التحميد كما صنف في الصحيفة نجد التحميد لله عز وجل، لان حمد الله يكون على نعمة انعم بها على العباد والتي لايمكن ان تحصى، وحتى هذا التحميد جاء اختياره بدقة من قبل الامام السجاد عليه السلام لامور قصد منها امور اخرى من هذا المقطع يبدا التحميد " وَالْحَمْدُ لله عَلَى مَا عَرَّفَنا مِنْ نَفْسِهِ وَأَلْهَمَنَا مِنْ شُكْرِهِ وَفَتَحَ لَنَا من أبوَابِ الْعِلْمِ بِرُبُوبِيّته" لربما يفهم من هذه الكلمات للوهلة الاولى انها تعني عامة الناس ولكنها في حقيقتها تخص اهل البيت عليهم السلام، فقد اختار الامام السجاد عليه السلام مجموعة من النعم التي انفرد بها الائمة المعصومون عليهم السلام. ويذكر كذلك هذه النعمة " وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي رَكَّبَ فِينَا آلاَتِ الْبَسْطِ، وَجَعَلَ لَنَا أدَوَاتِ الْقَبْضِ" والتي تستحق بحثا خاصا بها لان البسط والقبض موضوع متشعب وقد كتب عنه الدكتور عبد الكريم سرويش وفق منظوره العلماني فجانب الحقيقة في كثير من جوانبه وسيكون لنا وقفة مع هذا الموضوع. في المخطوطة لا توجد عناوين للادعية من نفس الخط بل وضعت بخط احمر اعتقد انها اضيفت مؤخرا لان كتابتها وكانها حشرت اضافة الى ذلك لا يوجد عنوان للدعاء الاول بالخط الاحمر