- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لماذا لم يزور العبادي السعودية؟
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم لربما بل من المؤكد وحتى ساعة كتابة هذا المقال تسجل للعبادي في سجله منقبة سياسية سليمة لعدم زيارته السعودية الى الان، ولكن بالنسبة لبقية الرئاسات والقيادات السياسية الشيعية التي زارت السعودية ماذا جنت منها ؟، وماهي المحصلة النهائبة لهذه الزيارات التي لم يستفد منها العراق قيد انملة؟. مسالة التقارب مع دول الجوار مع الكل لاسيما السعودية امر ممدوح وحسن بحد ذاته (كتبت خطا ذلته وليس ذاته فصححتها) ولكن هذا التقارب بشروط وليس باستغفال او استصغار، وكما يقال هات وخذ اما فقط هات من غير ان تاخذ فتلك قسمة ضيزى. المعلوم لدى الشارع العراقي بان السياسة السعودية لم ولن تتغير مع العراق ومع اي حكومة شيعية، وهذا ليس لان الشيعة يعادون السعودية بل لان السعودية لا تستطيع ان تحافظ على اتباعها من الفكر الدخيل عليها، والا كل من يحمل فكر رصين لا يخشى اي فكر حتى لو امتلك ضعف ما تمتلك السعودية من ابار النفط. المسالة الخلافية الوحيدة بين السعودية والعراق وايران هي مسالة فكرية بحتة، والا فالعراق قدم تنازلات للسعودية على حساب دماء الشهداء ولم ينل منها ما كان يرجو، ولان الجدوى من الزيارة معدوم لهذا السبب لا يقدم العبادي على هكذا خطوة تؤدي بسمعته السياسية، ولو انه حصل على تطمينات مؤكدة من امريكا بان السعودية ستنفذ له ما يطلب من اجل ايقاف الارهاب في العراق فانه سوف يقوم بزيارتها، ولان التقارب او الصلح مستحيل فالعبادي لا زال صامدا ولم يزر السعودية. ويرد سؤال هنا لماذا لا تكسب السعودية ايران كدولة صديقة بدلا من العداء؟ من ماذا تخشى حتى لا تبني علاقات صداقة ؟ وعلى اقل الاحتمالات فلتتجاهل ايران والعراق وسوريا ولبنان واليمن، فلتتركهم وشانهم ولا توطد علاقتها معهم؟ ولتلتفت الى شؤون مواطنيها وتوفر الاموال التي تصرفها على الارهابيين في مختلف اصقاع العالم وعلى ترسانتها العسكرية التي تجهل استخدام الاسلحة الحديثة، وتصرفها لبناء بلدها وعجز ميزانيتها والقضاء على الفقر الذي لا يتطرق اليه احد. مهما بلغت القوة المادية لاي فكر فانه الى زوال شاء ام ابى وفي التاريخ امثلة كثيرة وهي السعودية بذاتها تستشهد ببلد الكفر والالحاد الاتحاد السوفيتي اين انتهى مصيره ؟ وليس هو فقط بل كثير من الامبروطاريات التي سبقته فكانت اشد باسا من السعودية الان ولكنها هوت الى قعر التاريخ مع مسح ذكراها من حسنات التاريخ. لم يتعرض الاسلام الى التشويه منذ البعثة وحتى اليوم مثلما تعرض له من تشويه بسبب الفكر الوهابي، فالوجه العملي للوجه التشويهي في دس الاحاديث الارهابية في الخطاب الاسلامي هو الوجه الوهابي بعينه. متى ما سمحت السعودية لتداول بعض كتب الشيعة في مكتباتها فانها ستثبت قوة فكرها والعكس بالعكس.