- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اربعينية الحسين في كربلاء... تجديد الولاء بالقول والفعل
حجم النص
بقلم:حيدر عاشور العبيدي شعور جميل يمنحك فرصة من التأمل وسط هذه الحشود المليونية التي تفترش الارض وتملا الشوارع ذهابا وإيابا، ويضيف اليك هذا الشعور حماسية من تشاهده من مواقف حسينية تثير احاسيسك وتمنحك فرصة للبكاء العفوي بلا توقف،وتسجيل في ذاكرتك ما لم تستطيع ان تسجله في ايامك العادية...فسجلت الذاكرة بعض المشاهد الانسانية بين المؤمنين في تأتيهم مراسيم زيارة الاربعين الخالدة وهم يجددون العهد لإمام الحسين بمواصلة الدرب على مبادئه الشريفة وقيمه السامية،ارتسمت في ذهني صورة خطبة الجمعة التي اوضح فيها ممثل المرجعية العليا توصيات للزائرين في هذا الزحف المليوني.. المشهد الاول ان كربلاء لم تترك على ارصفتها فاصلة بين موكب وأخر وهم يقدمون بكرم كل انواع الاطعمة للزائرين رغم ان الزيارة على بعد ايام من مراسيمها، يقول صاحب موكب الرضيع من محافظة العمارة: نحن عشاق الحسين جاءنا ناذرين انفسنا لخدمة زوار الامام ونحن على يقين ان هذا العام سيسجل رقما قياسيا في لمواساة زينب عليها السلام، زينب العقيلة هي من تنبئة منذ الطف ان ذكرى الحسين ستكون عالمية،وسترفع على حدباء كربلاء انواع شتى من الاعلام وتصرخ الوف(يا حسين) بجميع اللغات يجيبه محدثه: نعم ستكون كربلاء في 20 صفر الخير مجمع للمسلمين المؤمنين من كل بقاع العالم ولن تمحى هذه الذكرى ولا تطفئ حرارتها بل ستزيد من الموالين من جنسيات متعددة، بل وينضج الحافظون على مبادئ الاسلام وأحكامه وتعاليمه المقدسة التي ضحى الامام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه من اجل حمايتها من الضياع والانحراف. المشهد الثاني هذا العام ان الزائر القادم الى كربلاء ممتلئ بالحكمة والموعظة الحسنة مطبقا لما سمعه من توصيات على طول سفره الالهي، وهو يتفوج في كل سواتر الفقه التي قام بها رجال فضلاء من الحوزة العلمية وطلابها ليتغذى منهم بيان الاحكام الشرعية والتعاليم الاخلاقية بكل محطات الطريق الحسيني، حتى وصولهم ارض الحرية والآباء ارض كربلاء...وبكل خطوة من بقعتها هناك مكان للصلاة وممارسة عبادية ومراسيم عزاء. يقول زائر زحف من الاهواز جنوب الغربي من ايران، ان العناية الالهية وحبي للامام الحسين عليه السلام وصلت الى كربلاء لاتسجيل اسمي عند (حبيب المظاهر الاسدي) انني من الموالين من المؤمنين ومن الزائرين... هكذا تجسدت وصايا خطبة الجمعة في نفوس الزائرين،فكانت مظاهر الولاء والارتباط بالإمام الحسين (عليه السلام) خاصة شباب الذين اولوا اهتماما بإظهار انفسهم بالمظهر المناسب لقداسة المناسبة وأهميتها. المشهد الثالث اجمع الزائرين ان تكونوا زياراتهم هذا العام زيارة لإدامة زخم المعركة ضد (داعش) بتعزيز روح الصمود، بالابتهال الى الله ان ينصر قوات الحشد الشعبي الذين يرابطون في الجبهات ليجسدوا قيم الفداء والتضحية والإيثار بأنفسهم...فعكسوا بذلك الشعور القيمة العليا للإنسان الحسيني الملتزم بدينه والمحافظ على ارضه وعرضه...وهذا دليل واضح على طاعة اولي الامر في كل توصياتها...