حجم النص
بقلم:واثق الجابري من حق العراقيين الإعتراض على سوء الخدمات، ومن الطبيعي تظاهر الشعب اللبناني على تكدس النفايات؛ ولكن أليس من حق السعودين التساؤل: لماذا يقتل في كل زخة مطر عشرة أشخاص؟! السعودية أيضاً من حقها أن تنافس الدولة؛ ولكن المجد لا يُبنى على الجماجم، وتشويه القيم والإنسانية والإسلام؟! رُبَّ سائل عن سبب تكرر حوادث الحجيج، وغرق مدن واسعة؛ في دولة تطمح أن تكون شرطياً يجوب المنطقة؛ بسيف يقطر من دماء الأبرياء بفكرها الوهابي؛ بعد غرس مخالبها في سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر؛ بإنفاق مليارات الدولارات على جوامع الفكر المتطرف، التي تمتد الى أروبا؟! سعت السعودية بأموال عشرة ملايين برميل نفط شهرياً؛ على تصدر الدول المنتجة للنفط، وتحرك الواردات؛ لدعم المجاميع الإرهابية ومدارس الفكر المتشدد، ثم التدخل المباشر في سوريا واليمن، والعمل على التدخل في العراق والمنطقة؛ سواء بدعم مباشر للمجاميع الإرهابية، أو دعم ساسة يعملون على إثارة الطائفية، وبنفس الإتجاه دفعت أموال طائلة للغرب لأجل فرض عقوبات إقتصادية على إيران؟! إن السعودية ذات الأرض الصحراوية الجافة والواردات الكبيرة، لم تستطيع تحمل مسؤوليتها في أمن الحجيج، أو مجابهة زخات أمطار لا تساوي سوى أعشار من تلك، التي تتساقط في ايران المترامية الأطراف والجغرافية والوعرة، والجبال والثلوج، وكان الفرق واضح بين دولتين أحدهما تعتمد على الغرب للدفاع عن نفسها، وتنفق واردتها للحروب والإرهاب، وأما الآخرى أسست لإكتفاء ذاتي وقوة رادعة، وشكلت نظام يُحافظ على سلامة مواطنيها. يبدو أن السعودية لا تقرأ، وأن قرأت لا تفهم، وأن فهمت لا تطبق؟! تخسر السعودية يومياً؛ مئات ملايين الدولارات؛ على شكل سلاح ومؤسسات تكفير وشراء مواقف، ولو أنها إستثمرت ثمن دباباتها التي تحرق في اليمن، أو الأموال التي تؤسس جوامع التطرف؛ لإستطاعت تأسيس شبكة مجاري أفضل من لندن، ولما غرق عشرة من مواطنيها في سيول الأمطار، ولو كانت لها علاقات إنسانية مع العالم وإستثمرت الأموال بشكل صحيح؛ لإستطاعت أن تكون من الدول النووية المعتدلة في المنطقة؛ لكنها أبتليت بفكر شاذ ستحصد نتائجه في أيامها القادمة.