- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ما المقصود من حرق علم العراق أو علم اقليم كردستان العراق ؟ وماذا يعني العلم للشعوب ؟
حجم النص
بقلم:علي الموسوي / هولندا علم بفتح العين واللام يعني راية، وهي عبارة عن قطعة من القماش منقوش عليها رمز أو رموز للدلالة على قبيلة أو عشيرة أو دولة أو عصابة معينة. وتختلف الرايات بألوانها وأشكالها من دولة لأخرى، ولكل دولة راية تميزها عن غيرها من الدول، واستخدمت الأعلام الأولى لمساعدة التنسيق العسكري في ميادين القتال، وأما أعلام الدول فهي رموز ولديها دوافع وطنية متنوعة وواسعة النطاق لتشمل في أغلب الاوقات ترابط عسكري قوي بسبب استخداماتها المتعلقة بالعسكرية المستمرة. ان حرق العلم الوطني هو مؤشر خطير لتدهور العلاقات بين الجماعات والدول، وانزلاق نحو المواجهات العسكرية لما يمثل هذ العلم من فخر واعتزاز الشعوب، ومن المؤسف جدا أن يصل التناحر والتراشق الاعلامي بين الأفراد الى مستويات متدنية جدا ليثير الشحناء والبغضاء وتتحول المسألة الى قضية رأي عام!! وتعزى الأسباب الى أربعة أمور وهي... القومية، الدينية.. السياسية والعرقية وهذا ما يحصل اليوم بين أطراف متطرفة لا تريد للعراق الأمن والاستقرار!! لا شك ان الجميع لديهم علامات استفاهم وملاحظات على هذا الطرف وذاك وقد نختلف كليا في النهج والاسلوب وطريقة الأداء، والا لما كانت هنالك أحزاب وجمعيات معارضة وهذه هي سنة الحياة... وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون...واما في الحالة الكردية العراقية فهي مختلفة تماما ومايربطنا مع اخوتنا واهلنا الكرد مصير وتاريخ وارض ومصاهرة ولا يوجد أي عاقل يريد التفريط بالبيت الواحد! ولكن الظلم والاستبداد والسياسات الرعناء هي التي اوجدت هذه الحواجز والكراهية بين العرب والكرد، وما زاد الطين بلة في الحالة العراقية هو فرض الشخصيات الدكتاتورية أنفسها على الواقع الاجتماعي كما حصل مع صدام حسين ومسعود البرزاني، فكلاهما لا يمثلان الشعب العربي والكردي والعراق عامة!! لذا كان علينا التفريق بين الحاكم والرعية، واما القومية الكردية فهي أحدى القوميات والمرتكزات العراقية المحترمة ولا نريد التفريط بها الا اذا هي رغبت بذلك وفقا للدستور والقوانين والانظمة الدولية المعمول بها!! واما قصة حرق علم العراق ورفضه فهو في غاية الغباء وان من يفعل هذا ذلك، فانه لا يحرق قطعة قماش بقدر ما يحرق قلوب شعوب بأكملها!! لما يمثل هذا العلم من رمزية ووطنية، ويسري هذا الأمر نفسه على علم الاقليم الكردي الذي نكن له ولشعب كردستان كل المحبة والاحترام، فليس لدينا أي عداء مع القومية الكردية ولا حتى مع شخص البرزاني ولكن يبقى الاختلاف دائما في السياسات الخاطئة والتصعيد الغير المبرر والتهديدات التي يطلقها ويقودها السيد مسعود البرزاني بين الحين والآخر حتى أصبحت احدى هواياته هي استفزاز شعب بأكمله وكأنه لا يعلم ان ما يفعله لا يقل عن الافعال المشينة كحرق العلم وانه يصب الزيت على النار!!.. نعلم جيدا ان الاقليم لا يحكمه شخص واحد، حتى لو رأى السيد مسعود نفسه في ذلك!! فهنالك أحزاب كبيرة ومحترمة ولها جمهور واسع تختلف جوهريا في ما يطرحه السيد مسعود البرزاني، لذا مهما وصل الاختلاف بين العرب والكرد فلا يجب أن يصل الى هذه الدرجة من الغباء والتجريح والاساءة!! ولا بد من كلمة اعتذار من هذا الطرف أو ذاك، فالعلم يعني الرمز والوطنية والشعار، وعلينا جميعا التحلي بالوطنية ومبدأ التعايش السلمي ولا يوجد تفاضل على آخر وكلنا للعراق والعراق للجميع وكلنا للاقليم والاقليم مع الجميع.. انا عربي.. انا كردي.. انا تركماني.. انا شيعي.. أنا سني.. أنا شبك.. أنا مسيحي.. أنا صابئي.. أنا أزيدي أنا عراقي..
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر