- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الكربلائي..عنوان عراقي وتاريخ مشرق
حجم النص
بقلم:علاء السلامي رغم تزاحم الافكارالتي تنتابني عند كتابة اي مقال، إلا أنني وقفت حائرا مترددا مرات عدةفي اختيار انسبها للحديث عن شخصية ورمز طالما وددت الكتابة عنها،مع يقيني بعدم اعطاء حقها بالمطلق من جانب تحقيقها للانجازات الكثيرة والكبيرة في كمها ونوعها في بلد يعاني منذ عقود من عدم توفر هكذا شخوص تحدوا العوارض الواحدة تلو الاخرى رغم صعوباتها الجمة، بل لربما نقول من النادر وجودها مع توفر الطاقات والكفاءات،فموضوع التحدي والاصرار والتمركز في العراق وعدم الاذعان الى الظروف في تحقيق المستحيل قليل ان تجدها في شخص يماثل الشيخ الكربلائي.. هذه الشخصية التي اصبحت مفخرة لابناء العراق الذيانجب مفكرا عالما ضرغامااخذ على عاتقه حب بلد الانبياء والاوصياء والائمة الاطهار،آمن به ايمانا قاطعا،فكانت مسيرته الجهادية عنوانا عريضا لكل باحث ومؤرخ يريد بكتابته ان يدخل في موسوعة التاريخ البحثية،ذلك لكون اسم الكربلائي فرض وبقوة على صفحات التاريخ النيرة عبر فصول وفصول من الممكن تناولها كل على حدة، بدأت ولربما منذ مرحلة الجهاد ضد اشرس طاغوت عرفه التاريخ بمحاربته لكل منابرالحق والايمان التي كان يعتليها خطباؤنا وعلاماؤنا لنشر الدين الاسلامي الرصين،ومحاولات ذلك النظام البائسة في طمس معالم المنبر الشريف بكل قوة ووحشية ومحاربة من يعتليه ومنهم العلامة الكربلائي الذي يبدا التاريخ معه فصلاآخر بسقوط الصنم عام 2003 ودوره الكبير مع ثلة مؤمنة بوطنها في الحفاظ على الممتلكات العامة والعتبات المقدسة على الرغم من انعدام الامن، وحالة الفوضى التي عاشها البلد في تلك الايام فكانت كربلاء متميزة بهذه الثلة من خلال عدم تعرض المغرضين للعبث بالدوائر والمؤسسات الرسمية والعتبات المقدسة وماتحويه من مقتنيات ووثائق مهمة قد يتعرض من يحميها الى التهديد وربما القتل، الى ان جاء قرار المرجعية الدينية العليا الرشيدة بان يكون الكربلائي امينا عاما على العتبة الحسينية المقدسة، هذا القرار الجريء الذي قلب الموازين لتحول العتبة المطهرة من مكان للعبادة وزيارة مرقد سيد الشهداء الى مؤسسة ضخمة لها ثقلها في العراق والعالم الاسلامي، والحديث يطول في هذا المجال ويحتاج الى فصول كثيرة وكثيرة،فهذا الامر رافقته تحديات اخرى تمثلت باستهداف هذه الشخصية لاكثر من مرة، فكانت نجاته هدية من الباري عز وجل لشعب حاصرته الظروف الداخلية والخارجية ليكون عنوانا لوحدة العراق مع التحديات المستمرة بتمزيقه لا سيما في الوقت الراهن من خلال لم الصف الوطني والعشائري للوقوف بوجه عدو لايعرف للانسانية معنى،فضلا عن متابعة الامورالخدمية للعتبة المطهرة لتكون انموذجا يقتدى به عالميا من خلال تقديم خدمات مجانية متطورة لملايين الزائرين، الذين يؤمون كربلاء لزيارة سيد الشهداء عليه السلام،بالاضافة الى ثقلها العلمي والصحي والفكري والصناعي من خلال مئات المشاريع العمرانية والثقافية والفكرية، ناهيك عن تحول مرقد الامام الحسين عليه السلام الى تحفة فنية معمارية اسلامية جميلة تليق بهيبة وعظمة صاحب المكان عليه افضل السلام والتحية. ان مقالي هذا الخجولجدا تجاه حجم وانجازات رمز من رموز العراق ولاابالغ ان قلت العالم الاسلامي دعوة للباحثين والمحققين واصحاب الاقلام الصادقة لتناول سيرة الشيخ الكربلائي في كتاب لربما سيصبح لاحقا مادة بحثية تدرس في الجامعات العراقية والاسلامية [email protected]