بقلم:سامي جواد كاظم عندما يتحرك الضمير العالمي ليواسي الطفل الكردي الذي مات غرقا فان هذا في غاية النبل، عندما يسلط الاعلام العالمي الضوء على موت هذا الطفل فانه بمنتهى المهنية الحقيقية، عندما يتلقى ذوي الطفل التعزية والمواساة من المسؤولين فان هذا قمة الانسانية، ولا احد يختلف مع من تعاطف مع هذا الطفل. لكنني اود التذكير والسؤال لاصحاب الضمائر الحية التي تعاطفت مع هذا المشهد المروع هل قمتم بزيارة لمستشفيات الامراض السرطانية لتشاهدوا بام اعينكم كم طفل عراقي مصاب بالسرطان نتيجة استخدام اسلحة محرمة من قبل امريكا في العراق ؟ هل تابع اصحاب الضمائر الحية كم مدرسة ابتدائية قام الارهابيون بنفجيرها في العراق ؟ هل تحركت غيرة الغيارى عندما يشاهدون اطفال اعمارهم دون سن السادسة معوقين نتيجة التفجيرات الارهابية؟ وانت ايها الاعلام الغيور الذي تناقلت صورة الطفل الغريق هل استطعت ان توثق جثث اطفال العراق الذين سقطوا نتيجة التفجيرات الارهابية؟ هل تعلمون كم طفل سقط شهيدا على جسر الائمة سنة 2005؟ هل تعلمون كم طفلا سقط شهيدا في تفجير مدرسة ابتدائية في حي العامل؟ هل تعلمون كم طفلا سقط شهيدا في متنزه الوحدة في بغداد؟ هل تعلمون كم طفلا ذبحوهم ارهابيو السعودية في العراق وارسلوهم لامهاتهم؟ اين انتم ايها الاعلاميون الغيارى كي تلتقطوا الصور حتى تعرضوها من على وسائلكم الاعلامية لنرى هل سيهتز ضمير العالم كما اهتزوا لمصرع الطفل البرئ ايلان؟ صورة الطفل القتيل وهو على جرف مياه البحر فيها بعض الغموض، نحن نعلم ان الغريق لا يمكن انتشال جثته بهذه الصورة فلو سقط في البحر وغرق فان جثته تكون منتفخة وهذا ما نراها لاسيما شهداء العراق الذين يقتلونهم الارهابيون ويرمونوهم في النهر كما حصل لشهداء سبايكر (بالمناسبة اخذت طريقها للنسيان قضية سبايكر والمظاهرات والحكومة مشغولة بالاصلاحات) فالجثث تكون طافية على سطح الماء ومنتفخة، واذا كانت فرق الانقاذ انتشلت الطفل من قاع البحر فليس من الصحيح وضعه على حافة البحر بهذه الطريقة، انا لا اشكك ولكني استفهم عن هذه الحالة لانني اول مرة ارى غريقا بهذه الصورة