- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عيد الأب ... وأبوة السيد السيستاني ..
حجم النص
بقلم: باقر جميل احتفل العالم كله بهذا العيد الذي يمثل جزء صغير من وفاء الابن لابيه، فتراهم يتسارعون الى إسعادهم ورد الدين قدر المستطاع. الا اننا في العراق وفي هذه الايام قد يكون البلد الوحيد الذي يكثر فيه الايتام وباستمرار متزايد! ومع هذا كله فلا ننسى وجود أب كان لنا عونا وساعدا أمام الصعاب، وأمام تحديات تنهار منها الجبال الراسيات! أبٌ كان همه الوحيد إسعاد أبنائه قدر الامكان. أبٌ كان قد أفنى حياته في سبيل ان يحضى أبنائه بالحرية الفكرية قبل الجسدية. أبٌ كان يتمنى لو يفهم أبنائه مدى الصعوبات التي تواجههم.. أبٌ كان يتمنى من ابنائه ان يعرفوا قيمته لمصلحتهم ولمعرفته بالامور اكثر منهم.. أبٌ احب الجميع بكل معنى الكلمة.. فمنذ دخوله الى ارض النجف الاشرف الى هذه الساعة، لم يكن في جعبته الا العطاء والمحبة لجميع ابنائه، لم يفرق بين احد منهم الا بالتقوى. أبٌ يحزن كثيرا ويتألم عندما ينحرف ابنائه الى غير الصواب، ويدعوا لهم بالرجوع الى طريق الصلاح. هذا الأب الذي لديه روح الأبوة الخالصة والمطلقة على نفوس المؤمنين جميعا، تجعل منك انسانا يفتخر بان تكون له ولدا. وكم سمعتم من شتائم وسباب وتعدي على حرماته، وطعنا في نسبه الشريف (ومن أشخاص لا يعادلون غرزة في مداسه)، ومع هذا كله يقابل الاسائة بالاحسان، ويرد الشتائم بالدعاء للصلاح، ويدعوا لعدم الرد عليهم كما هو حال ابائه واجداده سلام الله عليهم. وحتى في ازمة النجف الاشرف واشتعالها بنيران الطرفين، فكان همه الوحيد هو النجف ومن فيها، وكان لا يناقش في سلامة ابنائها، حتى قال السيد مقتدى (كل الاشخاص الذين يطلبون مني شيء، اتوقع ان له مصلحة في ذلك،الا السيد السيستاني، فاني اعلم ان طلبه هو من طلب الله وطلب رسوله وطلبا للدين لا لمصلحة له ابدا، وانما لخدمة الجميع ومصلحة الجميع). وهو القائل (همي الوحيد أن أرى العراقيين سعداء أعزاء). ولكن يا ترى كم من الوفاء والشكر والامتنان قدمناه لوالدنا الكبير هذا ؟ كم مرة ادخلنا السرور على قلبه ؟ كم مرة احسسنا بعمق حنانه ودفئ عوافطه اتجاهنا ؟ كم مرة قلنا له: انت والدنا بالروح قبل الجسد، وفضلك علينا لا ينسى ؟ نعم،، لم نعطك حقك ولا قيد أنملة، ولم نجزيك تعبك ولا ساعة واحدة، ولم امضينا اعمارنا في خدمتك لم نسدد دينا واحدا لك علينا.!! فمن اراد ان يعرف قيمتك ومقامك فعليه بحديث واحد لا اكثر ونحن في افضل الاوقات تطبيقا لهذا الحديث من الناحية العملية. (مداد العلماء يرحج على دماء الشهداء)!!
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً