- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اسس التقريب عند السيد السيستاني
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم المطالبات بالتقريب بين المذاهب كثرت وقد نادى بها حتى مشايخ السعودية ولكن على ارض الواقع هل تحقق المطلوب ؟ بعض المطالبات تكون حبر على ورق والبعض منها نفاقية لابعاد تهمة، واستطيع ان اقول ان السيد السيستاني هو المميز بين كل من نادى بالتقريب، حيث انه نادى قولا وفعلا بالتقريب ونبذ الطائفية، ومهما حاولت مشايخ التكفير من تاويل بعض بياناته بانها طائفية الا انها فشلت باقرار مشايخ المذاهب الاخرى بل وحتى الاديان الاخرى قبل مشايخ الامامية في تاويل نصائحه للمقاتلين بانها عكس المطلوب. ان التنازلات التي يقدمها السيد السيستاني من اجل وحدة الامة كبيرة جدا ولكن من يفقه هذا القول؟، ففي نصائحه للمقاتلين اشار الى عدة امور مهمة تخص الامة الاسلامية ومنها " واعلموا أنكم لا تجدون أنصح من بعضكم لبعض إذا تصافيتم واجتمعتم فيما بينكم بالمعروف حتى وان اقتضى الصفح والتجاوز عن بعض الأخطاء بل الخطايا وإن كانت جليلة" فالتنازل عن الخطايا الجليلة من اعظم التنازلات من اجل التقريب، و يقول السيد "وليعلم أن البادئ بالصفح له من الاجر مع أجر صفحه أجر كل ما يتبعه من صفح وخير وسداد، ولن يضيع ذلك عند الله سبحانه"، فالذي يصفح ويتنازل ليس جبن بقدر ماهي حكمة، وليتذكر من بيده القرار المترتب على اصراره او تنازله ايهما الاصلح لدينه ولاهله، فالدنيا وان اقبلت فانها مدبرة شئتم ام ابيتم. اما وان الفتنة قد وقعت وحصدت ما حصدت من ارواح بريئة واموال كثيرة فماذا ينتظر المسؤول حتى يلملم الجراح؟، يؤكد السيد السيستاني للمسؤول " فلا تغلبنّكم الأفكار الضيقة والانانيات الشخصيّة، وقد علمتم ما حلّ بكم وبعامّة المسلمين في سائر بلادهم حتّى أصبحت طاقاتهم وقواهم وأموالهم وثرواتهم تُهدر في ضرب بعضهم لبعض، بدلاً من استثمارها في مجال تطوير العلوم واستنماء النعم وصلاح أحوال الناس" هذه الكلمات التي لم يستطع مشايخ التكفير من تاويلها الى معناً اخر غير المقصود لهي دليل واضح على صدق المرجعية العليا في النجف الاشرف على ضرورة التقريب بين المذاهب، ولو عدنا الى كثير من خطابات المرجعية وبياناتها وفتواها عندما اشتدت الفتنة الطائفية في بداية السقوط كيف كان يؤكد على التلاحم وحماية المسلمين وغير المسلمين من ارهاب القاعدة بل واكد في لقاءات كثيرة لسماحته مع مشايخ من اهل السنة ومن المسيح ومن بقية الطوائف على ضرورة التلاحم وعدم تاجيج الفتنة. احترام الانسان والعدالة هذه القيم ليست حصرا بمذهب معين دون اخر ولا بدين معين دون غيره، بل انها قيم قد تتمثل في شخص غير مسلم، وعلى مدى اثنى عشرة سنة منذ سقوط طاغية العراق والى الان لم يستطع المسؤولون من اختيار نخبة من الوطنيين الشرفاء بعيدا عن العناوين المذهبية والقومية لادارة هذا البلد، نعم الطامة الكبرى في النظام الانتخابي، فليعمل الشرفاء والبرلمانيون على تشريع قانون يضمن حقوق الكل من غير محاصصة، اما لو ان النظام الانتخابي بقي على ماهو عليه سنبقى في نفس الدوامة وتصبح شعارات المسؤولين عن الوطنية والوحدة مجرد لقلقة لسان لا اثر لها على الواقع العراقي