حجم النص
بقلم:هادي جلو مرعي خفت حدة التصريحات النارية التي أطلقها كل من يملك مايمكن أن يشعل حريقا بسيطا، أو كبيرا من الولاعة الى النار المستعرة ضد مشروع قرار إقترحته لجنة الشؤون العسكرية في مجلس النواب الأمريكي يقضي بتسليح السنة والكورد بعيدا عن الحكومة المركزية في بغداد. خفت بالفعل بعد أيام على التصويت الذي فرض في المجلس قبل أن يتحول الى الكونغرس الذي مرره بيسر، ورحب به الكورد والسنة، وكان ترحيب الكورد به أكبر فهم يمتلكون قيادة ورؤية وتصور عن المواجهة مع الإرهاب، ولديهم إستراتيجية أمنية وسياسية وإقتصادية، ويتبادلون العلاقات الثنائية مع العالم منفردين عن العاصمة الفدرالية، وهم يرون أربيل عاصمتهم المركزية التي تتمثل ببرلمان يضم أطياف الشعب الكردي دون تمييز، وقد طوروا بالفعل تواصلهم مع الغرب، وعقدوا إتفاقيات عسكرية وإقتصادية، وحصلوا على السلاح والمعلومات وتقنيات التدريب من دول في الإتحاد الأوربي دون أن ينظروا في قبول، أو رفض قد يصدر من بغداد. السنة هم الحلقة الأضعف حاليا على الأقل برغم العمق العربي السني فهم لايمتلكون قيادة واعية، وغير موحدين، ويخضعون لسلطة التشدد الديني وسطوة الجماعات المسلحة وخاصة تنظيمي داعش والقاعدة مع تخبط يعتري سلوك المخابرات العربية التي تدعم قياداتهم التي تجد نفسها خارج دائرة التأثير والقدرة على التغيير مهما كان بسيطا، ويأتي القرار بالفعل ملبيا لرغبة سنية في التخلص من سطوة الشيعة التي فرضتها معطيات المرحلة الماضية، لعلهم أن يكونوا رأيا عاما، ويشكلوا فصيلا عسكريا قويا وممثلا بتوازن بينهم وهذا مايأملونه بعد جملة أحداث في سوريا واليمن، وبرغم أن داعش شكل خطرا كبيرا على البنية الثقافية والسياسية والإقتصادية في المحافظات السنية إلا أنه يمكن أن يكون عامل ضغط كبير على الشيعة بإعتبار إنه يمثل العدو الأول. القرار الأول كان بسيطا، لكن ردة فعل بغداد ومرجعياتها السياسية والدينية تجاهه كانت كبيرة تخللها إصدار البيانات المنددة والمحذرة من التقسيم، حيث يعد مجلس النواب جزءا من تشكيلات الكونغرس، بينما خف الرد عندما صدر القرار بشكله النهائي القاطع ومن أعلى سلطة تشريعية أمريكية، وبهذا فلم يعد ممكنا تغييره خاصة مع الترحيب الكردي السني به، وغياب الحلول التي يمكن أن ننتظرها من بغداد، ويرى الشيعة إن القرار قي الحقيقة إنما هو محاولة لتأكيد مبدأ تقسيم الدولة بين مكوناتها الثلاثة، وليس دعما لها في مواجهة العنف، وصحيح إن واشنطن وعدت بتسليح بغداد وتزويدها بالطائرات إلا إنها غير متحمسة لوقف النزيف العراقي وهي مستمتعة كثيرا بالتطورات الأخيرة فهي تلبي لها المزيد من المصالح، وتدعم شركاءها في المنطقة كالعربية السعودية وإسرائيل وتركيا، وتضعف من حظوظ طهران في المواجهة. لم يعد مجديا رفض بغداد لمشروع التسليح التقسيم، ولافائدة من رفضه فهو قرار فوقي قبل به الكرد والسنة وإنتهى الأمر. ومافي بعدها حكي. المرصد العراقي للحريات الصحفية