حجم النص
قلم رحيم الخالدي كلمة لها معاني كثيرة، و"تجريب المجرب" هو تعدي من ناحيتين، أولهما إذا كان المجرب ناجحاً، فمن العيب تَجْرِبَتُهُ، وهذا يُعْتَبَر إستهانةٌ بِحقهِ، ولكن إن كان فاشِلاً فهذا إستهانةٌ بالآخرينْ. الأسبابُ الرئيسية في فَشَل الحكومة السابقة، هو مناصب الوكالة! ويا ليت المناصب التي أُعطيت كانت بسيطة، بل كانت على رأس الهرم من السلطة، ومن المناصب السيادية والمهمة، وإن كانت هذه الاشكالات جزء من المشكلة، وعلى إثرها ترتبت الويلات، التي ذقنا مرارتها بقرابين من خيرة الشباب العراقي وكان من الممكن تلافيها. مجزرة سبايكر والنتائج المفجعة، إضافة للشهداء الذين تم قتلهم بدم بارد، دفعنا شهداء لقاء تحرير تلك المناطق، التي إحتلتها داعش، بشباب ملبين لفتوى الجهاد الكفائي، التي أطلقها السيد السيستاني "دام ظله" ولا زالت هذه الحشود مستمرة بالإنتصارات، إضافة للتضحيات المرافقة لهذه المكاسب، وتجربة المناصب بالوكالة يجب أن لا تكون بهذه الصورة، خاصة ونحن نعيش هذا الظرف الراهن، فكيف نريد بناء دولة! وهل عجزنا عن تكليف من له الباع الطويل في إدارة الملفات؟ حتى لو كان من غير الإختصاص ؟ الفئوية الحزبية التي إنتهجتها الحكومة السابقة، وتهميش الشركاء الذين اوصلوه، وعدم إعطائهم تلك المناصب، لأنهم ناجحين اثار ريبة من كان على رأس الحكومة، لئلا ينسحب البساط من تحته! كونه لا يمتلك الشخوص الذين يمتلكون الخبرة، وهذا ما جعله يعمل بإسناد المناصب بالوكالة والاهم من ذلك هو مقدار الفشل الكبير الذي سيسببه ذلك الاسناد، حيث ان المعيّنين وكالةً، سيكونون فاقدين لأهلية القبول البرلماني، ما يعني أنهم سيحابون كتلهم، ولا يستطيعون أداء مهامهم بنزاهة، لذلك الهيئات المستقلة، يجب أن يكون قرارها مستقل، وغير مرتبطاً بأي قوةٍ سياسيةٍ ضاغطة، السيد حيدر العبادي، مع تأييد المراجع الاربعة في النجف الأشرف له، والخط الذي إختطه وإن كان بطيئا، في معالجة كثير من الأخطاء، التي وقعتْ بها سالفتها، يجب أن تكون نصب عينيه الإخفاقات التي حصلت سابقا، لتلافيها في الوقت الحاضر، لا سيما نحن نواجه الإرهاب الدولي والمتمثل بداعش. الحكيم حاضراً في كل الميادين، ومفتاح الحل لكل الأطراف المشاركة في العملية السياسية، ومقبوليتهُ جعلتهُ وسط الدائرة، التي تنطلق منها الحلول والمبادرات، والتي ينتظرها الجمهور العراقي بإستمرار، وعندما ينصح الأطراف، إنما هو الخشية على العملية السياسية، بعد الإنتكاسات المتكررة السابقة، فالأخذ بهذه النصائح والمبادرات، أصبح اليوم ملزِماً على ألحكومة. عدم تكرار تجربة المناصب بالوكالة، كما أشار اليها الحكيم، يذهب بنا للمثل القائل "المُجَرَبْ لا يُجَرَبْ" وكذلك إنتهاج مناهج وسياسات خاطئة، ترجع البلد الى حُقبَةٍ زمنيةٍ سابقة، لعدم الثقة بين الأطراف، لاسيما داخل المكون الشيعي, بل على مستوى الأطراف الأخرى.
أقرأ ايضاً
- الحاجة الى ثورة زراعية كبرى
- طوفان الاقصى يطيح بحلم اسرائيل الكبرى !!
- المرجعية العليا: الخطباء يتحملون المسؤولية الكبرى