- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الفرق الشعبية في كربلاء ماكول ... مظلوم !!!
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي يبدو إننا سنبقى نعاشر زمن الخيبات والخسارات المتكررة في حياتنا , ربما هذا هو قدرنا نحن شباب وطن اسمه العراق , فبعد حالة الحرمان والتهميش والإقصاء والتي كنا نعانيها أيام النظام الديكتاوري البائد , أصبحنا نزاول مهنة الحلم مرة أخرى بعد التغيير وبعد ان سقط الصنم في عام 2003 , فحلمنا بملاعب ومتنزهات ومدارس ومسارح وبنايات وناطحات سحاب وغيرها مما انعم الله به على بقية شعوب الأرض , وحصل التغيير وأجهضت أحلامنا بعملية قيصرية شديدة الوطأة على الجميع واستفقنا على كابوس مرعب , كابوس مخيف عنوانه الإرهاب والفساد , إننا لا نريد هنا أن نعطي صورة سوداوية , فالشباب دائما هم عنوان دائم للتفاؤل والأمل بغد أفضل , وهكذا بقينا ولازلنا نحلم بغد أفضل , كلنا يتذكر الانتخابات التي جرت في عراقنا الجديد سواء كانت الانتخابات البرلمانية أو انتخابات مجالس المحافظات , وكلنا يتذكر الحملات الإعلامية والتي أقامها المرشحون لتلك الانتخابات , وشاهدنا جميعاً السادة المرشحون من البرلمان أو مجلس المحافظة وهم يحملون الكرات والتجهيزات الرياضية وغير ذلك ويتجهون صوب ساحات كرة القدم والتي تكتظ بالشباب , وكيف كان المرشحون يتدافعون بالمناكب على المناطق الأكثر غزارة بالشباب وهذا حق طبيعي تفرضه أصول اللعبة الانتخابية الديمقراطية في عراقنا الجديد ,وشاهدنا أيضا الوعود الكبيرة والتي أعطاها المرشحون للشباب , وكيف سيوفرون لهم كل مايحتاجونه , ومضت الانتخابات وفاز من فاز وخسر من خسر , وبقيت تلك الوعود مجرد أضغاث أحلام تداعب مخيلة الشباب , فلم يعد الشباب يشاهد أي عضو برلمان أو عضو مجلس محافظة يزور هذه الساحة أو تلك , لقد قضي الأمر الذي فيه تستفتيان!!! فقد انتهى دور الشباب والذي كان مجرد (كوبري) أو جسر لفوز هذا المرشح أو ذاك , هكذا كان المرشحون للانتخابات يفكرون وبالأخص الفائزون منهم , فقد تناسى الفائزون الشباب الذين كانوا صيدا سهلا لأحلام ورغبات ومصالح السيد النائب , فقد تناسى السيد النائب بعد أن دخل مكتبه الوفير وصعد سيارته المظللة برفقة حماياته المدججة , واخذ اليوم يفكر بألف طريقة وطريقة من اجل تحقيق ما يحلم به , اليوم للأسف الشديد نشاهد حالة غريبة وغير مألوفة بالمرة في كربلاء وهذه الحالة هي مسألة الاستحواذ على ساحات الفرق الشعبية بالمحافظة والمنتشرة في عموم مناطق وأحياء المحافظة وهذه الساحات يتدرب ويلعب بها يومياً الآلاف من الشباب , حيث تستغلها الفرق الشعبية المنتشرة في كربلاء لمزاولة نشاطها الرياضي , ويعلم الجميع أهمية الفرق الشعبية ودورها المهم برفد منتخبات المحافظة والمنتخبات الوطنية بالعديد من المواهب الكروية , ولو تابعنا حياة أي نجم كروي في عراقنا لوجدناه قد خرج من كنف الفرق الشعبية , وقد قالوا في الغرب العالم المتقدم علينا بكل شيء (ابني ملعب... تغلق مستشفى) , (ابني مسرحاً... تغلق سجناً) , أين نحن من هذه الفلسفة التربوية في صناعة المجتمعات ؟؟؟, لا نعرف أين سيتجه الشباب والذي كان يتواجد يومياً في ساحة فريق اللقاء وساحة فريق القدس وساحة فريق نوارس المستقبل والقائمة تطول وتطول بعد أن قررت الحكومة المحلية الاستيلاء على ساحاتهم المحببة لنفوسهم ؟؟؟, يبدو إن هناك أكثر من جهة في كربلاء لها اليد الطولى في اتخاذ مثل هكذا إجراء , لغايات وأهداف لايعرفها إلا الراسخون بالعلم!!! كنا في سنوات خلت نشاهد الحكومات تسعى إلى تشييد المزيد من ساحات الفرق الشعبية من اجل استيعاب واحتواء طاقات الشباب لكي لا ينخرط الشباب في مهاوي الرذيلة والإرهاب ,فاليوم الفرق الشعبية في كربلاء تستغيث الحكومة المحلية من اجل إيقاف عمليات الاستحواذ على ساحات الفرق الشعبية , من خلال توفير بديل مناسب لهؤلاء الشباب , إن مشروع إنشاء ساحات للفرق الشعبية لا نعتقد انه من المشاريع الإستراتيجية والتي تنوء الحكومة المحلية بثقلها , فصدقوني اتركوا الشباب من الفرق الشعبية هم من ينشئ هذه الساحات بإمكانياتهم المتواضعة , اتركوهم بشأنهم إن كنتم غير قادرين على توفير ساحة كرة قدم ترابية , لقد تجاوزنا العالم كثيرا فقد شاهد الجميع دول الجوار كيف تجعل من متنزهاتها ملاعب كرة قدم خضراء , في حين نحن نعطي مشاريع شبابية بطريقة استثمار لأربعين سنة (جيب ليل واخذ عتابه) ,إنها دعوة صادقة ومخلصة للحكومة المحلية في كربلاء بان لا تجعل الفرق الشعبية وشبابها مثل السمك كما يقولون (مأكول مذموم) لكننا نقول لا تجعلوا الفرق الشعبية وشبابها مأكول مظلوم , كفانا الله وإياكم شر الظلم والظالمين , وكان الله والعراق من وراء القصد. مسلم ألركابي
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!