حجم النص
احمد جنديل بعيداً عن كل أشكال النباح السياسي الذي أدمن السياسيون عليه، وبعيداً عن كل ألوان التشدق بالطائفة أو الدين أو القومية، والتبجح في الحرص على الوحدة الوطنية، لابد من إعلان الحقيقة التي تؤكد على أنّ جميع الأطياف قد مارست دورها في مسلسل استهداف النسيج الاجتماعي، والجميع سعى إلى تمزيق البلد والنيل من وحدته وسيادته، والكل اتخذ طريق الكذب الأسود لتحقيق مآربه وأهدافه في وضع العراق على سكة التدهور والتخلف والانحطاط. إنّ ما صرح به نائب رئيس حكومة كردستان قباد الطالباني من أن وحدة العراق قد انتهت، لم يكن من باب التكهنات أو الرجم بالغيب، فقراءة أولية لمسيرة السنوات العجاف التي مرت على العراق تؤكد أن مهندسي إدارة البلاد من المعارضة والمولاة قد انخرطوا في سرايا تمزيق العراق، كل حسب طريقته، وكل وفق ما يراه، وان فرسان اللعب على الحبال الذين اتخذوا من دماء الأبرياء مشاريع دعاية لتحسين وجوهم القبيحة، لا يمكن أن يكونوا فرساناً للوحدة الوطنية، فالوطن يحتاج إلى فروسية من نوع خاص لا تعرف الالتفاف على الحقائق، ولا تمارس الكذب والتزوير على شعبها، وأنّ من يشجب ما قاله نائب رئيس حكومة كردستان، عليه أن يقوم بفعل حاسم لصالح الوحدة الوطنية، وموقف وطني شريف يعيد الثقة إلى نفوس العراقيين بكل أطيافهم بوحدة وطنهم وشعبهم، وهمّة عالية لإعادة بناء النفوس التي عانت من دجل قادتها، وأن يدرك الجميع بأنّ الذين يمارسون النباح السياسي ليلاً ونهاراً، لخداع المغفلين من الناس، ويسعون إلى إدامة سيناريو الحرق والتفجير والتهجير، والتمسك بالشعارات التي لا تخدم الوحدة الوطنية، ولا تحافظ على النسيج الاجتماعي لأهل العراق، هم مصدر البلاء، ومنبع الشر، وسبب الكارثة التي نواجهها جميعاً. لقد وضع البعض ممن ساهم في إدارة البلاد عن طريق الوكالة أو العمالة وحدة العراق على كف عفريت مجنون، ودفعها إلى تلاطم الأمواج، وزئير العواصف، وعندما بدأت النيران تلتهم الأخضر واليابس، أقام مأتماً على عراق الحضارات، وراح يستقبل المعزين، ويشهد الله انه من الكاذبين. إنّ محنة العراق تتلخص في قادته الذين تنحصر شطارتهم في تسويق شعارات الوحدة الوطنية، والعراق الواحد الموحد، وهم أبعد الناس عن حقيقة ما يصرخون به، وفي شعبه الذي يصدق ما يقال له بفعل التخدير الذي مارسه أهل السياسة عليه، وإذا استمرت الحالة كما هي عليه، فعلى كل مدينة أن ترفع علمها الخاص، وتشرع لها دستوراً يتلاءم مع رغباتها، وتعيّن حكومة مركزية وأخرى محلية، وثالثة فضائية، وتؤسس جيشاً يستطيع أن يحقق الانتصارات على أعدائه من أبناء المدن الأخرى، ويعزف نشيده الوطني الذي يتحدث عن المستقبل الزاهر والحياة السعيدة. إلى اللقاء.
أقرأ ايضاً
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- العراق وأزمة الدولة الوطنية
- ملاحظات نقدية على الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم في العراق 2022-2031