سامي جواد كاظم المتتبع للاحداث التاريخية بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله يعتقد ان الامور هي ما عليه كما مثبت في كتب السير والتاريخ، ولله الشهادة ان المستبصرين ابدعوا في قراءة خفايا اوراق التاريخ لتلك الحقبة الزمنية، وقد خرجوا بنتائج مذهلة تجعل الباحث المنصف يقف امامها باستفهامات كثيرة. شورى الخليفة الثاني تفاصيلها معروفة وذكرتها كتب التاريخ البعض انصفها والبعض مال بها حيث هواه، ولكن النتيجة النهائية ان الزبير وطلحة كانا مع علي عليه السلام، ولكن الامور جاءت بخلاف ذلك، وقتل عثمان وتسلم الامام علي الخلافة، يقول المؤرخون ان الزبير كان على امل ان يحصل على مكانة مميزة في حكومة الامام علي عليه السلام وهذا لم يحصل لان الامام علي ليس ذلك الرجل الذي يجامل على حساب مسؤوليته، ولهذا فقد اعلن الزبير وطلحة العصيان وتاليب الناس على الخليفة الشرعي للمطالبة بدم عثمان وهما يعلمان كيف قتل ومن قتله. ولكن الاسباب الحقيقية التي جعلت الزبير وطلحة ينكثان بيعتهما ليس هو كما ذكر المؤرخون، ولكن الحقيقة استطاع الخليفة الثالث ان يستميلهما الى جنبه واغدق عليهما بالاموال وقد ذكر صاحب مروج الذهب حالهما كما يلي:"وفي أيام عثمان اقتنى جماعة من الصحابة الضِّيَاعَ والحور: منهم الزبير بن العوام، بنى داره بالبصرة، وهي الكوفة في هذا الوقت - وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة - نزلها التجار وأرباب الأموال وأصحاب الجهاز من البحريين وغيرهم، وابتنى أيضاً دوراً بمصر والكوفة والإسكندرية، وما ذكرنا من دوره وضياعه فمعلوم غير مجهول إلى هذه الغاية.وبلغ مال الزبير بعد وفاته خمسين ألف دينار، وخلف الزبير ألف فرس، وألف عبد وأمة، وخططاً بحيث ذكرنا من الأمصار.واما ثروة طلحة بن عبيد اللّه: ابتنى داره بالكوفة المشهورة به هذا الوقت، المعروفة بالكُنَاسة بدار الطلحيين، وكان غلته من العراق كل يوم ألف دينار، وقيل أكثر من ذلك، وبناحية الشراة أكثر مما ذكرنا، وشيد داره بالمدينة وبناها بالآجرِّ والجِصِّ والساج. ولما تسلم الخلافة الامام علي عليه السلام اصدر قراره باسترجاع الاموال المغصوبة زمن الخليفة الثالث وكان مصرا على ذلك وجاء قوله سلام الله عليه:وَاللهِ لَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ النِّسَاءُ، وَمُلِكَ بِهِ الاْمَاءُ، لَرَدَدْتُهُ; فَإِنَّ في العَدْلِ سَعَةً، وَمَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ العَدْلُ، فَالجَوْرُ عَلَيْهِ أَضيَقُ! أي الذي تزوج وملك النساء وصار عنده اولاد يسترد منه الحقوق كاملة الى بيت المال لو اضطر لطلاق زوجته (أي الغاصب) وهذا يعني ان الثروة التي حصلا عليها (الزبير وطلحة) ستكون بامر امير المؤمنين عائدة الى بيت المال. هذا يعني انهما بوقوفهما مع الامام علي يوم الشورى ووقوف الزبير مع علي يوم الدار لم يكن لله عز وجل بل للحصول على مكاسب دنيوية كان يسعى اليها وقد حققها له الخليفة الثالث فالولاء لعلي انتفى ومما زاد في كشف زيفهما هو قيادتهما ومعهما زوجة النبي (ص) حربا مستعرة قتلت اعداد كبيرة من المسلمين بسبب تمسكهما بما حصلا عليه من اموال باطلة. فالعداء الرئيسي لامير المؤمنين عليه السلام ليس الحسد لانه الاعلم وليس الحقد لانه الاشجع وليس الكره لانه صهر النبي بل لانه عادل والعدالة لا يرغب بها اصحاب الباطل وكلما كثر العداء لعلي عليه السلام كثر الباطل. كم مسؤول في الحكومة العراقية منذ ان سقط الطاغية وحتى اليوم اصبحت املاكهم كاملاك كالزبير وطلحة