حجم النص
سامي جواد كاظم ابدا المقال بهذه الرواية: دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال: (ما هذا؟ فقيل: علامة. فقال: وما العلامة في رأيكم؟ قالوا له: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها، وأيام الجاهلية، والأشعار العربية.فقال (صلّى الله عليه وآله): ذاك علم لا يضر من جهله، ولا ينفع من علمه. الحكومة او المجتمع عندما يضع في اعتباراته قيمة الانسان ويتجرد من التعصب لمذهب او دين او قومية فانه مما لاشك سيرتقي بمبادئه واخلاقه ويبدع في كل المجالات الاجتماعية والعلمية، ولكن عندما يكون الحديث عن مذهب او ديانة او قومية والغاء من لا يتفق معنا فاننا نكون قد هبطنا الى ادنى مستوى من الحضيض فالانسان قيمة عليا ولو ان الحكومات والمنظمات العالمية احترمت الانسان لالغي مصطلح الاقلية ولكنهم طالما يفكرون بالديانة والقومية فان التهميش سيصل اقصى درجاته ووصل بالفعل من خلال الاجرام الذي نشاهده في الموصل فالالغاء وصل الى القتل. للاسف الشديد هنالك ثقافة بدات تنتشر في العراق من خلال اصدار كتب حديثة متنها تاريخ العشيرة الفلانية فقد ظهر اكثر من عنوان لاكثر من عشيرة، ماهي الغاية من هذه الكتب ؟ ومن يقراها ؟ وهل من ورائها نفع ثقافي للمجتمع ؟ اعتقد انها تجذر وتوطد النزعة العشائرية والتفاخر بين ابناء البلد الواحد كل بعشيرته، ومن هذه المفاخرات جلبت لنا الويلات، اتذكر هنالك شخص كتب موضوع ان شخص من العشيرة الفلانية كان عبد او خادم عند العشيرة الفلانية في قديم الزمان، ادى هذا الخبر الى هيجان عشائري ولاني اشمئز من هكذا تصرفات فلم اتابع ما حدث، ثقافة القومية والعشائرية استغلت استغلالا سيئا والبعض يراها ثقافة بدليل ما صرح به اللهيبي عن اصل العمارة، وحقيقة اقف مستغربا هل ان القومية الهندية تدل على الانتقاص ؟ وان العرب هم الافضل ؟ في أي معيار ؟ ان كان المعيار العلمي فللهند علوم ذرية وعلوم طبية، وان كان للثقافة فان بلدهم متعدد الاديان والمذاهب اكثر من العراق ولا حرب طائفية لديهم ونحن لدينا حرب طائفية (لنترك المثاليات والاعتراف بالواقع). ولاننا لاننظر كيف نطور واقعنا الاخلاقي الذي من خلاله يتطور واقعنا العلمي فاننا نبقى ندور في حلقة مفرغة حول انفسنا والتاريخ يذكر لنا رواية الامام علي عندما قال سلوني قبل ان تفقدوني قام له رجل (والبعض ذكر انه سعد بن ابي الوقاص) ليسال الامام علي كم شعرة في راسي ولحيتي ؟ للاسف الشديد هذه الثقافة لا زالت تعيش بين بعض فئات المجتمع، الغاية من سؤاله اما للاستهزاء او لتخلف هذا الرجل، بينما اليهودي الذي اراد ان يحرج الامام علي واشغاله بالتفكير قبل موعد الصلاة حتى يؤخر صلاته (لاحظوا التزام الامام بموعد الصلاة وانها مهمة لدرجة اختيار اليهودي سؤاله قبل الاذان بدقائق) ساله اليهودي ماهو الفرق بين الحيوانات اللبونة والحيوانات البيوضة ؟ فجاء الجواب سريعا من الامام علي بان من لها اذنان بارزتان هي الولودة وعكسها البيوضة. سؤال علمي واجابة سريعة فهل تعلمون ان المسلمين ليسوا هم من صنف الحيوانات بل الغرب، هذا لاننا نلتفت الى العشائر والقبائل والمذاهب. حديث تنقسم اليهود الى احدى وسبعين ملة والمسيح اثنتى وسبعين ملة والاسلام ثلاث وسبعين ملة، لم نرى او نسمع مناظرات بين ملل اليهود ولا المسيح ولا بينهما الاثنين ولكن بين المسلمين فحدث ولاحرج بل خصصت فضائيات ومواقع على الانترنيت وغرفة البالتوك وما الى ذلك من مجالات واسعة لزيادة التشتت والتشتم فيما بين الفرق الاسلامية واصدق ما يقال عن هذا العصر انه العصر الذهبي للصهيونية