حجم النص
بقلم: احمد العراقي أنني بخير.. الكثير من التراب والرطوبة والبرد لا تعني شيئا.. الدفان ادهشني.. متمرس على الدفن وكأنه يلعب الورق كما الأمريكيين. حاولت النهوض كثيرا لكنني لم أستطع.. ليس الموت من منعني.. الشظايا ثقيلة. أنا بخير لكنني خائف جدا. لم أجرب أن أكون وحيدا بهذا الشكل. ربما لو سنحت الفرصة وعدت من جديد لكتبت قصيدة جديدة عن الذي بقى وحيدا. وحيدا لأن الأصدقاء الذي ماتوا قبلي خرجوا بنزهة ولم يعرفوا أنني هنا الموت شيء رهيب. فأنت تشعر باناقتك كلها وتصفيفة شعرك رغم أنك ميت.. روحي لازالت تتنفس. شعري مازال أسودا ويلمع حتى في القبر. عندما دخلت الى المعركة الأولى كنت خائف من الموت. لكن دعاء أمي ساري المفعول. وعند المعركة الثانية بدأ الموت بالأنسحاب. الكثير من الأموات يجعلون الموت أمرا سهلا كأشعال سيكارة. لم أتصور الموت بهذه السهولة والجمال. سرير أبيض كبير. وأوراق بيضاء وقلم. ووقت رائع لأنهاء ما بدأته من شعر. أنا حزين فقط لأنني لا أستطيع أن اضغط لكم (أعجبني) على تعليقاتكم. وحزين أكثر لأن أمي لن تنام هذا الليلة. وربما ستبرد كثيرا. أذ سمعت من بعض الميتين أن البرد هذا العام كان سريعا. حزين لأنني لم أستطع أن أمسك قاتلي. كم تمنيت أن أقول له (أبتسم لأنك قتلت شاعرا) كما كان لوركا يردد عند موته. أعرف أنكم لن تستطيعوا أن تمنعوا أنفسكم من الحزن. ولا حتى أنا. أمي.. أعرف أن كلمة بطل لن تجفف دمعة أزلية باقية على خدك.. لكن صدقيني.. أنا الأن هادئ كحمامة. وملك الموت كان مهذبا معي بطريقة رائعة (ربما كان شاعرا).. كان مبتسما كثيرا. ملابسه حديثة ونظيفة. قال لي:هل نذهب ؟ فوافقت سرت معه الى حيث سأرتاح كثيرا. حبيبتي.. النسيان أكثر وجعا من أي شيء.. أذا ما شعرت أنكِ بحاجة ألي، رددي قصائدي. حتى وأن كانت بصوت منخفض. أصدقائي.. تحدثوا عني من وقت لآخر.. أذا ما رأيتم فتاة جميلة قولوا لها لو كان عليا هنا لأبتسم أو ربما كتب ومضة. أذا ما شربتم الشاي الذي أحبه فأطلبوا واحدا آخر. ربما سأشعر بسخونته وحلاوة (الداخل). ولاتنسوا أن قطاعات المدينة تعرفني. فلا داعي لأن تخبروها بأنني ميت. ربما هي خلايا نائمة للشعر. وبلدي يغرق بالشعر. أخيراً: اشكر الحله على وقفتها كانت مشرفه و(عزوبيين)كلهم دون استثناء لااستطيع ان اسمي فـ انتم كثيرون فقط كنت اسمع ان عاصم عبد اعزب وخطيه يسوي الريوك بيده احبكم كلكم والله اني مرتاح ليضل بالكم بس حرروا ماتبقى خذوا بثأري سااكون بينكم دوماً معكم كم تمنيت أن يكون فوق قبري قلم. الشهيد علي رشم . شكرا لكم على لقب (الشهيد).. أحببته كثيرا
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً